شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ١٤
(فعليكم بحسن التخلص) أي بحسن النجاة من الباطل (وقلة التربص) أي قلة الانتظار والمكث عند الشبهات، لأن الشبهة مرض مهلك والفرار من المهلكات واجب، وإنما التربص الضروري هو قدر أن يحصل العلم بالحق، ويكفي فيه أدنى تفكر، وقد مر شرحه في آخر كتاب العقل.
* الأصل:
3 - علي، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن سماعة بن مهران، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): (إن العزيز الجبار أنزل عليكم كتابه، وهو الصادق البار، فيه خبركم، وخبر من قبلكم، وخبر من بعدكم، وخبر السماء والأرض، ولو أتاكم من يخبركم عن ذلك لتعجبتم).
* الشرح:
قوله: (إن الله العزيز الجبار) أي الذي غلب على جميع الخلائق بالإيجاد والإفناء وجبر مفاقر العباد بكفاية أسباب المعاش والأرزاق، وأصلح نقائص حقائق الممكنات بإفاضة الوجود، وما يتبعه من الخيرات والكمالات (أنزل عليكم كتابه، وهو الصادق البار) لأنه صادق في جميع ما نطق به، ومتسع إحسانه إلى جميع الأنام، وسائق قائد لهم إلى دار السلام (فيه خبركم) خطاب للموجودين الحاضرين والغائبين على سبيل التغليب.
(وخبر من قبلكم وخبر من بعدكم) يعني فيه أخبار كل واحد واحد وبيان أحواله المختص به والمشتركة بينهم، وبين جماعة من المصائب والنوائب، وما يصدر منه، وما يرد عليه، وما يتعلق به ويراد منه على الخصوص أو العموم.
(وخبر السماء والأرض) يعني فيه خبر جوهر السماء وسكانها وحركات الأفلاك ودورانها وأحوال الملائكة ومقاماتها وحركات الكواكب ومداراتها ومنافع تلك الحركات وتأثيراتها إلى غير ذلك من الأمور الكائنة في العلويات، وفيه خبر جوهر الأرض وكيفية إيجادها وانتهائها، وخبر ما في سطحها وأرجائها، وما في تحتها وأهوائها، وخبر ما فيها من المعدنيات، وما في جوف فلك القمر من البسائط والمركبات إلى غير ذلك من الأحوال المتعلقة بالسفليات.
(ولو أتاكم من يخبركم عن ذلك) أي عما في القرآن من العلوم والحقائق والأسرار والدقائق، وما كان وما يكون وما هو كائن. (لتعجبتم منه) لسمو حاله وعلو كماله ونهاية لطافته وغاية غرابته، والحاصل أنكم متعجبون منه لو علمتم ما فيه، واحتمال أنكم تتعجبون ممن يخبر عما فيه فكيف لا تتعجبون منه مع أنه مخبر عنه أيضا بعيد، لأن التعجب بعد العلم لا يستلزم التعجب قبله فتأمل.
(١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481