الآية ورد عليه أن سورة يونس أقل بحسب الآية من بني إسرائيل والكهف والأنبياء والمؤمنون وهود والنحل أقل بحسبها من المؤمنون وسورة يوسف بحسبها مساو لبني إسرائيل والكهف والأنبياء وأقل من المؤمنون، وإن أريد أنها أقل بحسب الكتابة، ورد عليه أن سورة الرعد والحجر أكثر بحسب الكتابة من بني إسرائيل إلى آخر المثاني وهو المؤمنون، وسورة إبراهيم أقل بحسبها من سورة الأنبياء والحج والمؤمنون.
(وهو مهيمن على سائر الكتب) أي شاهد عليها ولولا شهادته لما علم أنها كتب سماوية لعدم بلوغها حد الإعجاز.
* الأصل:
11 - أبو علي الأشعري، عن محمد بن سالم، عن أحمد بن النضر، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (يجيىء القرآن يوم القيامة في أحسن منظور إليه صورة، فيمر بالمسلمين فيقولون: هذا الرجل منا فيجاوزهم إلى النبيين، فيقولون: هو منا فيجاوزهم إلى الملائكة المقربين، فيقولون: هو منا حتى ينتهى إلى رب العزة عزوجل فيقول: يا رب فلان بن فلان أظمأت هواجره وأسهرت ليله في دار الدنيا، وفلان بن فلان لم أظمأ هواجره، ولم أسهر ليله، فيقول تبارك وتعالى: أدخلهم الجنة على منازلهم، فيقول فيتبعونه فيقول للمؤمن: إقرأ وارقه، قال: فيقرء ويرقى حتى يبلغ كل رجل منهم منزلته التي هي له فينزلها.
* الشرح:
قوله: (اظمأت هواجره وأسهر ليله في دار الدنيا) الهواجر جمع الهاجرة، وهي نصف النهار عند إشتداد الحر أو من زوال الشمس إلى العصر سمي بذلك لأن الناس يهاجرون فيه من شدة الحر ويستكنون في بيوتهم، وإسناد الإظماء والإسهار إلى القرآن إسناد مجازي، لكونه سببا لهما وكذا تعلقهما بالهواجر، والليل تعلق مجازي لكونهما ظرفا لهما.
(وفلان ابن فلان لم أظمأ هواجره ولا أسهر ليله) قيل: هذا مجاز عقلي بالاتفاق، ولا يصدق عليه تعريفه لأنه إسناد الشيء إلى غير ما هو له وإيقاعه على غير ما حقه أن يوقع عليه وفيه نفي الإسناد ونفي التعلق، وأجيب بأن المتصف بالتجوز هو الإسناد والتعلق بحسب الذات مع قطع النظر عن النفي والإثبات، فكما أنهما متصفان بالتجوز في حال الإثبات كذلك متصفان به في حال النفي، (فيقول للمؤمن:) الذي عمل به في الليل والنهار (اقرأ وارقه) رقى إليه كرضى صعد كارتقى وترقى، والهاء للوقف (قال: فيقرأ ويرقى) أي يقرأ آية ويصعد درجة فوق الأولى وهكذا.