طاوس خلاف ذلك وانه تبرأ من هذا الخبر وذكر انه لم يروه وإنما هو شئ ألقاه الشيطان على السنة العامة.
روى ذلك أبو طالب الأنباري قال: حدثنا محمد بن أحمد البربري قال:
حدثنا بشر بن هارون قال: حدثنا الحميدي قال: حدثني سفيان عن أبي إسحاق عن قارية ابن مضرب قال: جلست عند ابن عباس وهو بمكة فقلت: يا ابن عباس حديث يرويه أهل العراق عنك وطاوس مولاك يرويه ان ما أبقت الفرائض فلاولى عصبة ذكر قال: امن أهل العراق أنت؟ قلت: نعم قال: أبلغ من وراءك اني أقول إن قول الله عز وجل (آباؤكم وأبناؤكم لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعا فريضة من الله) (1) وقوله (وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله) وهل هذه الا فريضتان وهل ابقتا شيئا، ما قلت هذا ولا طاوس يرويه علي، قال:
قارية بن مضرب فلقيت طاوسا فقال: لا والله ما رويت هذا على ابن عباس قط وإنما الشيطان ألقاه على ألسنتهم، قال سفيان: أراه من قبل ابنه عبد الله بن طاوس فإنه كان على خاتم سليمان بن عبد الملك وكان يحمل على هؤلاء القوم حملا شديدا يعني بني هاشم.
ثم لا خلاف بين الأمة ان هذا الخبر ليس هو على ظاهره لان ظاهره يقتضي ما أجمع المسلمون على خلافه ألا ترى ان رجلا لو مات وخلف بنتا وأخا وأختا فمن قولهم اجمع ان للبنت النصف وما بقي فللأخ والأخت للذكر مثل حظ الأنثيين، والخبر يقتضي ان ما بقي للأخ لأنه الذكر ولا يكون للأخت شئ، وكذلك لو أن رجلا مات وترك بنتا وابنة ابن وعما أن يكون للبنت النصف وما بقي للعم لأنه اولي ذكر ولا تعطى بنت الابن شيئا، وكذلك في أخت لأب وأم