الشجرة التي [قال] رسول الله صلى الله عليه وآله: [أنا] أصلها وأمير المؤمنين عليه السلام فرعها والأئمة من ولده أغصانها وشيعتهم ورقها وعلمهم ثمرها، وهم عليهم السلام أصول الاسلام على معنى البلدة والبيضة، وهم عليهم السلام الهداة على معنى الصخرة العظيمة التي يتخذ الضب عندها جحرا يأوي إليها لقلة هدايته: وهم أصل الشجرة المقطوعة لأنهم وتروا وظلموا وجفوا وقطعوا ولم يوصلوا فنبتوا من أصولهم وعروقهم ولا يضرهم قطع من قطعهم وإدبار من أدبر عنهم إذ كانوا من قبل الله منصوصا عليهم على لسان نبيه عليه السلام، ومن معنى العترة هم المظلومون المأخوذون بما لم يجرموه ولم يذنبوه، ومنافعهم كثيرة وهم ينابيع العلم على معنى الشجرة الكثيرة اللبن، وهم عليهم السلام ذكران غير إناث على معنى قول من قال: إن العترة هو الذكر، وهم جند الله عز وجل وحزبه على معنى قول الأصمعي: " إن العترة الريح " قال النبي صلى الله عليه وآله: الريح جند الله الأكبر - في حديث مشهور عنه عليه السلام - والريح عذاب على قوم ورحمة لآخرين وهم عليهم السلام كذلك كما في القرآن (1) المقرون إليهم بقول النبي صلى الله عليه وآله: " إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي " قال الله عز وجل: " وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا (2) " وقال عز وجل:
" وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون (3) "، وهم عليهم السلام أصحاب المشاهد المتفرقة على معنى الذي ذهب إليه من قال: إن العترة هو نبت مثل المرزنجوش ينبت متفرقا، وبركاتهم منبثة في المشرق والمغرب.
(باب) * (معنى الآل والأهل والعترة والأمة) * 1 - أبي - رحمه الله - قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسن، عن جعفر ابن بشير، عن الحسين بن أبي العلاء، عن عبد الله بن ميسرة، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: