وحدثنا أبو علي أحمد بن يحيى المؤدب، قال: حدثنا محمد بن الهيثم (1) الأنباري قال: حدثنا عبد الله بن الصقر السكري أبو العباس، قال: حدثنا سفيان بن وكيع بن الجراح، قال: حدثني جميع بن عمير العجلي إملاء من كتابه، قال: حدثني رجل من بني تميم من ولد أبي هالة التميمي، عن أبيه، عن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام قال:
سألت خالي هند بن أبي هالة التميمي قال: وكان وصافا للنبي صلى الله عليه وآله وأنا أشتهي أن يضف لي منه شيئا لعلي أتعلق به، فقال: كان رسول الله صلى الله عليه فخما مفخما وذكر الحديث بطوله.
قال محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه مصنف هذا الكتاب - رحمه الله -:
سألت أبا أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري عن تفسير هذا الخبر. فقال: قوله " كان رسول الله صلى الله عليه وآله فخما مفخما " معناه كان عظيما معظما في الصدور والعيون ولم يكن خلقته في جسمه الضخامة وكثرة اللحم. وقوله: " يتلألأ تلألؤ القمر " معناه ينير ويشرق كإشراق القمر. وقوله: " أطول من المربوع وأقصر من المشذب " فالمشذب عند العرب الطويل الذي ليس بكثير اللحم، يقال: جذع مشذب إذا طرحت عنه قشوره وما يجري مجريها، ويقال لقشور الجذع التي تقشر عنه الشذب. قال الشاعر في صفة فرس:
أما إذا استقبلته فكأنه * في العين جذع من أوال مشذب وقوله: " رجل الشعر " معناه في شعره تكسر وتعقف، ويقال: " شعر رجل " إذا كان كذلك، وإذا كان الشعر [منبسطا] لا تكسر فيه قيل: " شعر سبط ورسل " وقوله:
" إن تفرقت عقيقته " العقيقة: الشعر المجتمع في الرأس، وعقيقة المولود: الشعر الذي يكون على رأسه من الرحم، ويقال لشعر المولود المتجدد بعد الشعر الأول الذي حلق: " عقيقة " ويقال للذبيحة التي تذبح عن المولود: " عقيقة " وفي الحديث: كل مولود مرتهن بعقيقته، وعق النبي صلى الله عليه وآله عن نفسه بعد ما جاءته النبوة، وعق عن الحسن والحسين عليهما السلام كبشين وقوله: " أزهر اللون " معناه نير اللون، يقال: أصفر يزهر إذا كان نيرا، والسراج يزهر معناه ينير. وقوله: " أزج الحواجب " معناه طويل امتداد الحاجبين بوفور الشعر فيهما .