(باب) * (معنى الأنواء) * 1 - حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني - رضي الله عنه - قال: حدثنا علي ابن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن محمد بن حمران، عن أبيه، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهم السلام قال: ثلاثة من عمل الجاهلية: الفخر بالأنساب، والطعن في الأحساب، والاستقساء بالأنواء. (1) أخبرني محمد بن هارون الزنجاني قال: حدثنا علي بن عبد العزيز، عن أبي عبيد أنه قال: سمعت عدة من أهل العلم يقولون: إن الأنواء ثمانية وعشرون نجما (2) معروفة المطالع في أزمنة السنة، كلها من الصيف والشتاء والربيع والخريف، يسقط منها في كل ثلاث عشر ليلة نجم في المغرب مع طلوع الفجر ويطلع آخر يقابله في المشرق من ساعته وكلاهما معلوم مسمى وانقضاء هذه الثمانية والعشرين كلها مع انقضاء السنة ثم يرجع الامر إلى النجم الأول مع الاستئناف السنة المقبلة وكانت العرب في الجاهلية إذا سقط منها نجم وطلع نجم آخر قالوا: لابد أن يكون عند ذلك رياح ومطر فينسبون كل غيث يكون عند ذلك إلى ذلك النجم الذي يسقط حينئذ فيقولون: مطرنا بنوء الثريا والدبران والسماك وما كان من هذه النجوم. فعلى هذا فهذه هي الأنواء، واحدها " نوء " وإنما سمي نوءا لأنه إذا سقط الساقط منها بالمغرب ناء الطالع بالمشرق بالطلوع وهو ينوء نوءا وذلك النهوض هو النوء فسمي النجم به وكذلك كل ناهض ينتقل بإبطاء فإنه ينوء عند نهوضه، قال تبارك وتعالى: " لتنوء بالعصبة أولي القوة (3) ".
(٣٢٦)