هذه سحابة ناشئة. فقال: كيف ترون قواعدها؟ قالوا: يا رسول الله ما أحسنها وأشد تمكنها قال: كيف ترون بواسقها؟ قالوا: يا رسول الله ما أحسنها وأشد تراكمها. قال: كيف ترون جونها؟ قالوا: يا رسول الله ما أحسنه وأشد سواده. قال: فكيف ترون رحاها؟ قالوا:
يا رسول الله ما أحسنها وأشد استدارتها. قال: فكيف ترون برقها أخفوا أم وميضا أم يشق شقا؟
قالوا: يا رسول الله بل يشق شقا، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله الحيا. (1) فقالوا: يا رسول الله ما أفصحك وما رأينا الذي هو أفصح منك. فقال: وما يمنعني من ذلك وبلساني نزل القرآن " بلسان عربي مبين ".
وحدثنا الحاكم، قال: حدثني أبي، قال: حدثني أبو علي الرياحي، عن أبي عمرو الضرير بهذا الحديث.
أخبرني محمد بن هارون الزنجاني، قال حدثنا علي بن عبد العزيز، عن أبي عبيد قال:
القواعد هي أصولها المعترضة في آفاق السماء، وأحسبها تشبه بقواعد البيت وهي حيطانه والواحدة " قاعدة " قال الله عز وجل: " وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل (2) " وأما البواسق ففروعها المستطيلة إلى وسط السماء إلى الأفق الاخر، وكذلك كل طويل فهو باسق، قال الله عز وجل: " والنخل باسقات لها طلع نضيد (3) " والجون هو الأسود اليحمومي وجمعه " جون "، وأما قوله: " فكيف ترون رحاها " فإن رحاها استدارة السحابة في السماء ولهذا قيل: " رحا الحرب " وهو الموضع الذي يستدار فيه لها، والخفو الاعتراض من البرق في نواحي الغيم، وفيه لغتان: ويقال: خفا البرق يخفو خفوا، ويخفى خفيا.
والوميض أن يلمع قليلا ثم يسكن وليس له اعتراض وأما الذي يشق شقا فاستطالته في الجو إلى وسط السماء من غير أن يأخذ يمينا ولا شمالا.
قال مصنف هذا الكتاب: والحيا: المطر.