الصيام، وشهر الاسلام، وشهر الطهور، وشهر التمحيص (3) وشهر القيام " الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان " (4) فأبان (5) فضيلته على سائر الشهور، بما جعل له من المحرمات الموفورة (6) والفضائل المشهورة، فحرم فيه ما أحل في غيره إعظاما، وحجر (7) فيه المطاعم والمشارب إكراما، وجعل له وقتا بينا، لا يجيز عز وجل أن يقدم قبله، ولا يقبل أن يؤخر عنه.
ثم فضل ليلة واحدة من لياله على ليالي ألف شهر، وسماها ليلة القدر " تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر " (8) سلام دائم البركة إلى طلوع الفجر على من يشاء من عباده بما أحكم من قضائه.
اللهم صل على محمد وآله، وألهمنا معرفة فضله، وإجلال حرمته، والتحفظ مما حظرت (9) فيه، وأعنا على صيامه بكف الجوارح عن معاصيك، واستعمالها فيه بما يرضيك، حتى لا نصغي بأسماعنا إلى لغو، ولا نسرع بأبصارنا إلى لهو، وحتى لا نبسط أيدينا إلى محظور، ولا نخطو بأقدامنا إلى محجور، وحتى لا تعي (10)