تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ١٧٧
على الكامل.
وقرئ " على عبادنا " والمراد به نبينا (صلى الله عليه وآله) وأمته، فإنه كما نزل عليه بواسطة جبرئيل نزل على بعض أمته بواسطته، وينزل على بعضهم بواسطة البعض إلى يوم القيامة، أو جميع الأنبياء (عليهم السلام).
فأتوا بسورة: جزاء للشرط، والامر تعجيزي ليظهر عجزهم، ويزول ريبهم.
والسورة طائفة من القرآن مترجمة، لا تكون أقل من ثلاث آيات، فخرج بقولنا:
مترجمة، الآيات المتعددة من سورة واحدة، أو متفرقة، وما هو أكثر منها واحدة كمجموع سورتين. وبقولنا: لا تكون أقل من ثلاث آيات، تخرج آية الكرسي، و آية المداينة، من غير حاجة إلى أن يتكلف ويقال: هذا مجرد إضافة لم تصل إلى حد التسمية.
وواوها إن كانت أصلية، فهي إما منقولة من سور المدينة، وهو حائطها، على وجهين:
أحدهما: أن تجعل السورة بمعنى المسورة، كما يراد بالحائط المحوطة، وهو البستان، ثم ينقل إلى طائفة محدودة من القرآن، وهو نقل مرتب على تجوز.
وثانيهما: أن ينقل من سورة المدينة إليها بغير واسطة، لأنها يحيط بطائفة من القرآن مفرزة محوزة على انفرادها، أو محتوية على أنواع من العلم، إحاطة سورة المدينة بما فيها واحتواءها عليه.
وجمع سورة القرآن: السور بفتح الواو، وجمع سورة المدينة على سور بسكونها، أو من السورة بمعنى المرتبة، قال النابغة:
ألم تر أن الله أعطاك سورة ترى * كل ملك دونها يتذبذب (1) ثم إن الرتبة إن جعلت حسية، فلان السور كالمراتب والمنازل يتقلب فيها القارئ ويقف عند بعضها، أو لأنها في أنفسها منازل مفصلة بعضها من بعض، متفاوتة في الطول والقصر والتوسط. وإن جعلت معنوية، فلتفاوتها في الفضل

(1) مجمع البيان: ج 1، ص 61.
(١٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 ... » »»
الفهرست