تعالى. انتهى (1).
وذكر هذا الحديث بعينه في عيون أخبار الرضا في باب ما جاء عن الرضا (عليه السلام) من الاخبار في التوحيد (2).
وقد ذكر بعض المفسرين هذا الحديث في تفسيره.
ثم قال: ففي التفسير المنسوب إلى مولانا العسكري (عليه السلام) قال: قال علي بن الحسين (عليهما السلام) في قوله تعالى: " يا أيها الناس اعبدوا ربكم " يعني سائر المكلفين من ولد آدم (عليه السلام)، اعبدوا ربكم، أطيعوا ربكم من حيث أمركم أن تعتقدوا أن لا إله إلا هو وحده لا شريك له، ولا شبيه له، ولا مثل له، عدل لا يجور، جواد لا يبخل، حليم لا يعجل، حكيم لا يخطل، وأن محمدا عبده و رسوله (صلى الله عليه وآله الطيبين)، وأن آل محمد أفضل آل النبيين، وأن عليا أفضل أصحاب محمد، المؤمنين منهم أفضل صحابة المرسلين، وأن أمة محمد أفضل أمم المرسلين. انتهى (3) ثم قال: ويفهم من هذا الكلام أن الأمم الماضية كانوا مأمورين بتلك الاعتقادات، وهذا هو الحق كما هو مذكور في كثير من الروايات.
أقول: كأن العلامة - رحمه الله - فهم ذلك من تفسيره (عليه السلام): " يا أيها الناس "، بسائر المكلفين، يعني جميع المكلفين، وهو غلط فاحش، فإن السائر بمعنى الباقي مبتذل في اللغة متعارف في العرف، قال بعض أهل اللغة: السائر مشتق من السؤر، وهو بقية ما يشرب، ولا يستعمل بمعنى الجميع لا في اللغة ولا في العرف، وقد وقع ذلك في كلام بعض المفسرين.
قال بعض الفضلاء: وتأويل الآية في بعض بطونها أن يقال: هو، أي ربكم الذي أمرتم أن تعبدوه وتتحققوا بعبوديته المحضة، هو الذي جعل لكم أرض العبودية