323 - عنه (صلى الله عليه وآله) - أنه نظر إلى قطار جمال الحجيج -: لا ترفع خفا إلا كتبت لهم حسنة، ولا تضع إلا محيت عنهم سيئة، وإذا قضوا مناسكهم قيل لهم: بنيتم بناء فلا تهدموه، كفيتم ما مضى فأحسنوا فيما تستقبلون (1).
324 - عنه (صلى الله عليه وآله): الحاج ثلاثة: فأفضلهم نصيبا رجل غفر له ذنبه ما تقدم منه وما تأخر، ووقاه الله عذاب القبر، وأما الذي يليه فرجل غفر له ذنبه ما تقدم منه، ويستأنف العمل فيما بقي من عمره، وأما الذي يليه فرجل حفظ في أهله وماله (2).
325 - عنه (صلى الله عليه وآله): أي رجل خرج من منزله حاجا أو معتمرا، فكلما رفع قدما ووضع قدما تناثرت الذنوب من بدنه كما يتناثر الورق من الشجر، فإذا ورد المدينة وصافحني بالسلام صافحته الملائكة بالسلام، فإذا ورد ذا الحليفة، واغتسل طهره الله من الذنوب، وإذا لبس ثوبين جديدين جدد الله له الحسنات، وإذا قال:
لبيك اللهم لبيك أجابه الرب عز وجل: لبيك وسعديك، أسمع كلامك، وأنظر إليك. فإذا دخل مكة وطاف وسعى بين الصفا والمروة وصل الله له الخيرات.
فإذا وقفوا في عرفات، وضجت الأصوات بالحاجات، باهى الله بهم ملائكة سبع سماوات، ويقول: ملائكتي وسكان سماواتي، أما ترون إلى عبادي، أتوني من كل فج عميق شعثا غبرا، قد أنفقوا الأموال، وأتعبوا الأبدان؟! فوعزتي وجلالي لأهبن مسيئهم بمحسنهم، ولأخرجنهم من الذنوب كيوم ولدتهم أمهاتهم، فإذا رموا الجمار، وحلقوا الرؤوس، وزاروا البيت، نادى مناد من بطنان العرش: ارجعوا مغفورا لكم، واستأنفوا العمل (3).