نتائج الأفكار ، الأول - السيد الگلپايگاني - الصفحة ٦٥
قامت القرائن الخارجية على خلافه، وكذا قول الإمام عليه السلام في زكريا بن آدم: المأمون على الدين والدنيا 1 ليس معناه كفاية ناقل الخبر وكونه أمينا في الالتزام بالخبر وإن كانت أمارات الخلاف قائمة بحيث حصل الاطمينان بأنه لا أصل له ولا حقيقة بل اللازم هو الاطمينان بالخبر وإن كان بقرينة الوثوق بالراوي وناشئا منه، والخبران المذكوران آنفا وكذا أشباههما لا تفيد أكثر من أنه إذا وردت رواية ولم تقم القرائن على خلافها يعمل بها للوثوق بها بسبب الوثوق براويها الذي هو مثل يونس بن عبد الرحمن وزكريا بن آدم القمي.
وعلى هذا فلو كان الراوي ثقة أمينا لكن وجدت قرائن على عدم صحة الرواية فهنا لا يتمسك بها، وما نحن فيه كذلك، حيث إن الرواة موثوق بهم لكن الروايات بنفسها معرض عنها ونحن نفهم من اعراض الأصحاب - المهتمين جدا بالتعبد بما وصل إليهم من الأئمة عليهم السلام - عنها عدم كونها منهم، ولو فرض كونها منهم وصادرة عنهم فهي مصداق لقول بعض الأصحاب لآخر منهم في بعض الأحيان: أعطاك من جراب النورة 2 فلم تصدر إلا لخصوصيات وجهات لا

١... عن علي بن مسيب قال قلت للرضا عليه السلام شقتي بعيدة ولست أصل إليك في كل وقت فعمن آخذ معالم ديني؟ فقال: من زكريا بن آدم القمي المأمون على الدين والدنيا قال علي بن مسيب فلما انصرفت قدمت على زكريا بن آدم فسألته عما احتجت إليه، المصدر السابق بعينه.
٢. أقول: قال الطريحي في مجمع البحرين - باب نور - قول عليه السلام: أعطاك من جراب النورة لا من العين الصافية على الاستعارة، والأصل فيه أنه سئل سائل محتاج من حاكم قسي القلب شيئا فعلق على رأسه جراب نورة عند فمه وأنفه كلما تنفس دخل في أنفه منها شئ فصار مثلا يضرب لكل مكروه غير مرضي. وفي الوسائل ج ١٧ ص ٥٤١ ب ١ من أبواب ميراث ولاء العتق ح ١٦ عن سلمة بن محرز قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: رجل مات وله عندي مال و له ابنة وله موالي قال: فقال لي: اذهب فاعط البنت النصف وامسك عن الباقي فلما جئت أخبرت أصحابنا بذلك فقالوا أعطاك من جراب النورة فرجعت إليه فقلت: إن أصحابنا قالوا لي:
أعطاك من جراب النورة قال: فقال: ما أعطيتك من جراب النورة علم بها أحد؟ قلت: لا قال:
فاعط البنت الباقي.
وفي رواية سلمة بن محرز المنقولة في ج ٩ من الوسائل ب ١٠ من أبواب كفارات الاستمتاع:
فيمن واقع امرأته قبل طواف النساء فقال الصادق عليه السلام: ليس عليك شئ فأخبر هو الأصحاب بذلك فقالوا له: اتقاك وأعطاك من عين كدرة راجع ح ٥.
وقال المولى الوحيد البهبهاني قدس سره في فوائده (ص ٣١٤ ملاحظات): قد ورد في الأخبار أن الشيعة كانوا يقولون في الحديث الذي وافق التقية: أعطاك من جراب النورة قيل: مرادهم تشبيه المعصوم عليه السلام بالعطار وكانوا يبيعون أجناس العطارين بجربان وكان النورة أيضا يبيعون من جرابها - بجراب - فإذا أعطى التقية قالوا أعطاك من جرابها: أي ما لا يؤكل ولو أكل لقتل، والفائدة فيه دفع القاذورات وأمثالها وقيل: إن النقباء لما خرجوا في أواخر زمن بني أمية في الخراسان وأظهروا الدعوة لبني العباس بعثوا إلى إبراهيم الإمام منهم بقبول الخلافة فقبل و هو في المدينة وكانت هي وسائر البلدان في تحت سلطنة بني أمية وحكمهم سوى خراسان إذ ظهر فيها النقباء وكانوا يقاتلون ويحاربون ولما اطلع بنو أمية بقبول إبراهيم الخليفة أخذوه و حبسوه وقتلوه خفية ووضعوا جراب النورة في حلقه فحنقوه به فصار ضرب المثل إشارة بالنسبة إلى من ترك التقية وتاركها وكان هذا الكلام من الشيعة إلى هذه الحكاية ومثلا مأخوذا منها.
(٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 60 61 62 63 64 65 66 67 69 70 71 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المؤلف 3
2 تقريظ سيدنا الأستاذ دام ظله 9
3 من جملة النجاسات الكافر، والاستدلال بالآية 11
4 ما هو المراد من النجس 23
5 نكتة شريفة 30
6 ما هو المراد من المسجد الحرام 32
7 حول معارضة آية الطعام 34
8 الاستدلال بآية الرجس 37
9 الأخبار الدالة على نجاسة الكفار 39
10 اشكال الهمداني والجواب عنه 51
11 الكلام حول الاجماع على النجاسة 55
12 تذنيب البحث 66
13 أدلة القائلين بطهارة أهل الكتاب 69
14 الاستدلال بالكتاب على طهارتهم 70
15 مع صاحب المنار 71
16 الطعام في السنة 73
17 هل الطعام بمعنى الاطعام 79
18 الاخبار التي تمسك بها القائلون بالطهارة 80
19 كلمة حول الرأي المختار 94
20 كلمة من بعض الاجلاء 95
21 الكلام حول نجاسة أولاد الكفار 99
22 الاخبار المعارضة 106
23 الكلام في استصحاب النجاسة 110
24 الكلام في السيرة 114
25 مسألة في أولادهم من السفاح 116
26 كلمة حول التبعية 118
27 مسألة بالنسبة إلى ولد الكافر، المجنون 119
28 بحث في المسبي 123
29 فرعان يكثر الابتلاء بهما 126
30 تنبيه 131
31 كلمة أخرى حول التبعية 132
32 الكلام في حكم اللقيط 134
33 حكم اجزاء الكافر التي لا تحله الحياة 137
34 حول معنى الكفر والاسلام 143
35 كلمة أخرى حول الكفر 150
36 حول انكار الضروري 159
37 كلمة في معيار الضروري 179
38 الكلام في الارتداد واحكام المرتد 181
39 كلمة في ولد المرتد 183
40 كلمة حول المنافقين 185
41 الكلام حول كفر الخوارج والنواصب 189
42 الكلام حول الغلاة 197
43 البحث حول المجسمة 205
44 الكلام حول المجبرة 215
45 الكلام حول المفوضة 221
46 تذنيب يناسب المقام 226
47 الكلام حول المخالفين 229