حملت هذه الروايات على استحباب العود.
أقول: أما حملها على صورة المشقة من العود فيدفعه اطلاق هذه الروايات وعدم تقييدها بصورة المشقة، نعم في صحيحة أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قوله عليه السلام: فإني لا أشق عليه) إلا أنه يمكن أن يكون مراده (عليه السلام) بالمشقة المشقة العرفية أي صعوبة العود عليه لا المشقة الرافعة للتكليف بقرينة عدم ذكرها في سائر الروايات.
وأما حملها على استحباب العود فهو غير بعيد والأولى الجمع بينها وبين الروايات المتقدمة بحمل الروايات المتقدمة على ما إذا لم يخرج من مكة أو من المواضع القريبة منها كالأبطح الذي هو قريب من مكة المكرمة بل من حدودها كما دلت عليه صحيحة محمد بن مسلم المتقدمة، وأما إذا خرج منها فلا يجب عليه الرجوع كما يظهر ذلك أيضا من بعض الروايات المتقدمة التي ذكرناها من باب المعارضة كحسنة معاوية بن عمار المتقدمة فراجعها.