فقيس حدث عمارا عن القتال. أهو من الرأي أم فيه عهد؟
فأجاب عمار على السؤال. ثم تحدث عن جماعة التخريب وهو لم يسأل عنها.
فهل يا ترى سقط السؤال من الناسخ؟ أم أن عمارا له مقصود خفي علينا وظهر لقيس. أم أن عمارا كان يقصد شيئا لا يعلمه إلا الله عز وجل؟
وروي أن عمارا قال وهو يشير إلى راية معاوية: لقد قاتلت صاحب هذه الراية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات. وهذه الرابعة (1). ما هي بأبر ولا أتقي (2). وقال: فالذي نفسي بيده لو ضربونا حي يبلغوا بنا سعفات هجر، لعرفت أن مصلحينا على الحق وأنهم على الضلالة - وفي رواية - لعلمنا أنا على الحق وأنهم على الباطل (3)، وروي أن رجلا جاء إلى معسكر عمار فقال: أيكم عمار بن ياسر؟ فقال عمار: أنا عمار، قال: أبو اليقظان؟
قال: نعم. قال: إن لي إليك حاجة. أفأنطق بها سرا أو علانية؟ قال: اختر لنفسك أيهما شئت. قال: لا بل علانية، قال: فانطق (4)... ثم بدأ الرجل يتحدث عن حاله في القتال، وأنه قد دخله الشك في صحة هذا القتال. لأن الأطراف يصلون صلاة واحدة ويقرؤون كتابا واحدا، وإنه ذهب إلى علي بن أبي طالب فذكر له ذلك فقال له: لقد لقيت عمار بن ياسر؟ فقال الرجل: لا، فقال له أمير المؤمنين: فألقه. فانظر ماذا يقول لك عمار فاتبعه. وأخبر الرجل عمارا بأنه جاءه لذلك.
" فقال عمار: أتعرف صاحب الراية السوداء المقابلة لي؟ فإنها راية عمرو بن العاص. قاتلتها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات