العلم لا الخيرية (1). وهكذا اختلفوا مع وجود نص صريح، كما اختلفوا من قبل في مولى المؤمنين.
وربما يعود ذلك إلى الخوف والله أعلم. أما اختيار سعيد بن المسيب. فإن لابن المسيب تاريخه الذي لا ينكره عليه باحث. ولكن هذا الاختيار يقتضي أن ننظر في الأحداث بجملتها. وابن المسيب عندما سمع من عامر بن سعد حديث " أنت مني بمنزلة هارون من موسى " لم يطمئن وذهب بنفسه إلى سعد وراجعه فأقسم له سعد أنه سمعه من رسول الله (2)، وابن المسيب عندما يتأكد بنفسه من صحة حديث. فلا غبار على هذا، ولكن ابن أبي الحديد قال وهو يتحدث عن المنحرفين عن علي بن أبي طالب " وكان سعيد بن المسيب منحرفا عن علي " (3).
وقتل أويس بن عامر القرني بين يدي علي بن أبي طالب، وهو يأخذ.
بأسباب الحياة الكريمة. وبعد قتل أويس ازدادت المعركة ضراوة، واقتتلوا كأشد القتال، وكثرت القتلى بينهم. وتحاجزوا عند الليل.
* ومنهم (عمار بن ياسر):
ولقد ذكرنا ما ورد فيه على امتداد هذا البحث، فعمار كان الميزان على امتداد معارك أمير المؤمنين. وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي عندما ذكر عمار: أما أنه سيشهد معك مشاهد أجرها عظيم، وذكرها كثير، وثناؤها حسن " (4)، وكان عمار حجة على الذين انحرفوا عن أمير المؤمنين أو اعتزلوه في وقت لا يجب فيه الاعتزال. روي أن رجلا جاء إلى ابن مسعود فقال: إن الله قد أمننا أن يظلمنا ولم يؤمنا أن يفتننا.
أرأيت إذا نزلت فتنة كيف أصنع. قال: عليك بكتاب الله. فقال: أرأيت أن