وافق الكتاب والسنة، وكان معاوية يستعمل خلاف الكتاب والسنة ويستعمل جميع المكايد حلالها وحرامها ويسير في الحرب بسيرة ملك الهند إذا لاقى كسرى، وعلي يقول: لا تبدأوهم بالقتال حتى يبدأوكم ولا تتبعوا مدبرا ولا تجهزوا على جريح ولا تفتحوا بابا مغلقا.. فعلي كان ملجما بالورع من جميع القول إلا ما هو لله عز وجل رضا، وممنوع اليدين من كل بطش إلا ما هو لله رضا، ولا يرى الرضا إلا فيما يرضاه الله ويحبه، ولا يرى الرضا إلا فيما دل عليه الكتاب والسنة (1).
وبعد أن ألقينا شعاعا من الضوء على رأي المعتزلة في الخطوط العريضة للأحداث نقدم هنا رأي الأستاذ سيد قطب صاحب " في ظلال القرآن " ورأيه الذي سنقدمه جاء في كتاب " كتب وشخصيات " (2)، وفي هذا الكتاب يعلق سيد قطب على بعض الكتب المختارة فيقول: حلقة من سلسلة (اقرأ) استعرض فيها الأستاذ شفيق جبري بعض الواقف والمواقع من تاريخ صدر الإسلام وتاريخ بني أمية مبرزا فيها العنصر النفسي الذي قامت عليه ليكشف عن دراية صاحب الموقف أو الموقعة بذلك العنصر النفسي أو عدم درايته وعن أثر العلم بهذا العنصر أو الجهل به في هذا الموقف أو الموقعة، ويقول سيد قطب عن إحدى ملاحظات الكاتب:
" أما الملاحظة الثانية فتبدو على أتمها في الحكم على موقف عمر بن الخطاب من العهد بالخلافة، وندع المؤلف يبين رأيه في هذه السطور: " مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم مرضه الذي قبض فيه، فأمر أبا بكر أن يصلي، بالناس... ثم كان أمر السقيفة ما كان... ثم مرض أبو بكر المرض الذي مات فيه، فاستخلف على المسلمين عمر بن الخطاب، ثم طعن عمر، فدخلوا عليه وهو في البيت وسألوه أن يستخلف عليهم، فجعل الخلافة شورى بين هؤلاء الستة من المهاجرين الأولين... وكل هذا يدل على الارتباك، ولقد كانت هذه