ألفاظهما وإنما بدلت معانيهما.. وبعد أن عد ابن حجر عقائد ابن تيمية قال: أنه قال بالجهة وله في إثباتها جزء، ويلزم أهل هذا المذهب الجسمية والمحاذاة والاستقرار (1). وقال ابن حجر: وأدى اعتقاد ابن تيمية إلى قيامه بتبديع كل من خالفه، ولا يزال يتتبع الأكابر حتى تمالأ عليه أهل عصره ففسقوه وبدعوه بل كفره كثير منهم (2). ولم يقف عداوته على أكابر أهل عصره. وأخبر عنه بعض السلف إنه ذكر علي بن أبي طالب في مجلس فقال: إن عليا أخطأ في أكثر من ثلاثمائة مكان، ويعلق ابن حجر على ذلك بقوله: فيا ليت شعري من أين يحصل لك الصواب إذا أخطأ علي بزعمك رضي الله عنه (3).
وقال ابن حجر: عقيدة إمام السنة أحمد بن حنبل موافقة لعقيدة أهل السنة والجماعة.. وما اشتهر بين جهلة المنسوبين إلى هذا الإمام من أنه قائل بشئ من الجهة أو نحوها فكذب وبهتان وافتراء عليه. ولقد بين الإمام ابن الجوزي من أئمة مذهبه أن كل ما نسب إليه من ذلك كذب عليه وافتراء... وإياك أن تصغي إلى ما في كتب ابن تيمية وتلميذه ابن قيم الجوزية وغيرهما ممن اتخذ إلهه هواه. وأضله الله على علم. وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة (4).
وفيما يتعلق بعدم شرعية زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم، كما تقول عقيدة ابن تيمية يقول الشيخ أبو زهرة: ولقد خالف ابن تيمية بقوله هذا جمهور المسلمين، بل تحداهم في عنف بالنسبة لزيارة قبر المصطفى صلى الله عليه وسلم... ونحن نخالفه مخالفة تامة في زيارة الروضة الشريفة، وذلك لأن الأساس الذي بني عليه منع الزيارة هو خشية الوثنية. وأن ذلك خوف في غير مخاف. فإنه إذا كان في ذلك تقديس لرسول الله صلى الله عليه وسلم،