وحضارات مختلفة. فأثر هذا في الحكام وأبنائهم. وكثر الجواري في القصور وكان بينهن من يعلقن الصلبان (1).
وكانت هذه الحلقة عضوا مهما في اتباع سنن الأولين، وعلى امتداد المسيرة التاريخية، ولم يقف خط علي بن أبي طالب من هذه الظاهرة وغيرها موقف الصامت. فمع بداية الدولة كان بنو العباس، وبنو علي كشئ واحد، وتكاتفوا سويا من أجل تقديم الصورة الأفضل لحركة المسلمين على طريق الإسلام. وعندما جاء عهد أبي جعفر المنصور آخر عام 136 ه وتغير الحال.
فلقد أحاط المنصور نفسه بهالة كبيرة من القداسة، كان لها أسوأ الأثر في خنوع الناس، وخضوعهم للظلم والفساد. وفي ظل حكمه الاستبدادي لم يحسب أي حساب للرعية. يقول الحافظ السيوطي: قتل المنصور خلقا كثيرا حتى استقام ملكه، وهو الذي ضرب أبا حنيفة على القضاء، ثم سجنه فمات بعد أيام، وقيل إنه قتله بالسم لكونه أفتى بالخروج عليه (2). وإنه أول من أوقع الفتنة بين العباسيين والعلويين وكانوا قبل شيئا واحدا (3). وقتل المنصور جماعة كثيرة من آل البيت، فإن لله وإنا إليه راجعون (4). وكان يقول: لقد هجمت بالعقوبة حتى كأنك لم تسمع بالعفو، لأن بني مروان لم تبل رمحهم. وآل أبي طالب لم تغمد سيوفهم، ونحن من قوم رأونا أمس سوقه واليوم خلفاء. فليس تتمهد هيبتنا في صدروهم إلا بنسيان العفو واستعمال العقوبة (5) وفي عهد المنصور خرجت العديد من الرايات العلوية تطالب بأن تكون حركة المسلمين في عالم الاختبار حركة إسلامية ليفوزوا بسعادة الدنيا والآخرة.
وكان من هؤلاء محمد بن عبد الله بن الحسن (عام 145 ه)، وكان يدعى بالنفس