(النبوة لبني هاشم والملك لبطون قريش) وقريش هي التي اخترعت فقه الهوى، وأوجدت ثقافة التاريخ، وحولت الفقه والثقافة إلى مناهج تربوية وتعليمية فرضتها بالقوة على الناس وبطون قريش هي الأكثر كراهية في العالم لرئاسة آل محمد، فمن الطبيعي أن يرتب المهدي أموره مع هذه البطون، وأن يحاسبها حسابا عسيرا على ما فرطت في جنب الله، وما تسببت به من هدم الشرعية الإلهية وحرمان البشرية من حكومة آل محمد، ومن عدلهم، ومن علمهم.
ولأن قريش لها تأثير على العرب، فبعض الروايات بينت بأنه لن يخرج مع المهدي في البداية من العرب أحد، لأن العرب هم أكثر الناس تأثرا بثقافة التاريخ وفقه الهوى وكراهية لرئاسة آل محمد، وهنا يكمن السبب في أن المهدي سيبدأ بقريش، وسيصب نقمته عليها، وقد توسعنا في هذه الناحية عندما بحثنا العقيدة القتالية للإمام المهدي وأصحابه. وبعد أن يصفي الإمام المهدي حساباته مع قريش ومع العرب ينطلق.
2 - إن الإمام المهدي سيفتح كافة حصون الضلالة في العالم فعند ظهور الإمام المهدي سيكون أئمة الضلالة قد أحكموا سيطرتهم على العالم، فيدخل الإمام المهدي بمواجهة معهم ويفتح حصونهم جميعا. وقد صرح رسول الله بهذه الحقيقة إلى ابنته الزهراء فاطمة قائلا: (... يا فاطمة والذي بعثني بالحق، وإن منهما (أي الحسن والحسين) مهدي هذه الأمة إذا صارت الدنيا هرجا ومرجا، وتظاهرت الفتن، وتقطعت السبل، وأغار بعضهم على بعض... فيبعث الله عز وجل عند ذلك منهما من يفتح حصون الضلالة وقلوبا غلفا، يقوم بالدين في آخر الزمان كما قمت به أول الزمان)... (الحديث رقم 79 ج 1).
3 - ثم إن الرسول الأعظم قد أكد بشكل قاطع بأن الإمام المهدي سيظهر حتما على الجبابرة في الأرض حيث قال... (فيجتمع إليه (أي للمهدي) ثلاثمائة وأربعة عشر رجلا فيهم نسوة، فيظهر على كل جبار وابن جبار...) (الحديث رقم 34 ج 1).
4 - وبين الرسول الكريم أن هذه الحتمية وعد إلهي، وقرار محتوم حيث أخبره الله تعالى به عندما أسرى به إلى السماء السابعة، ومنها إلى سدرة المنتهى،