عرى الإسلام بالحل، وبعد وفاته حلت عروة الحكم، وخلال مدة لم تتجاوز العشرة سنين لم يبق من الإسلام عروة دون حل بعد أن صار المؤمنون الحقيقيون يصلون سرا وهم بحالة خوف كما وثقنا وقد رفع الدين عمليا من واقع الحياة، وحل محله فقه الهوى المتستر بثوب الدين لغايات المحافظة على الملك أو توسيع رقعته، ثم صار الإسلام غريبا تماما ولم يبق منه إلا الاسم أو الشكل الخارجي، وصارت الفئة المؤمنة غريبة أيضا ومعزولة تماما، ونكل الخلفاء بآل محمد فقتلوهم وطردوهم وشردوهم تماما كما أخبر النبي، وبعد ذلك فرض الخلفاء فقه الهوى، وألزموا الرعية المسلمة باستيعابه لأنهم جعلوه منهجا تربويا وتعليميا، ومع الأيام استقر فقه الهوى في النفوس وأشربته الرعية وصارت تعتقد أنه الإسلام نفسه، وقد وثقنا كل ذلك في الباب الأول، وبعد أن رفع الخلفاء وأولياؤهم المنع عن رواية وكتابة الأحاديث النبوية، اكتشفت الأجيال نظرية المهدي المنتظر في الإسلام ووقفت على كلياتها من الأحاديث النبوية، واعتقدت بها، لكن فقه الهوى المتمكن من النفوس، كان أقوى من اعتقادها بالمهدي، ومن اعتقادها بحديث الثقلين، وبمكانة أهل البيت، فاستقرت هذه الاعتقادات في النفوس كحقائق لا يمكن إنكارها، ولكنها غير قابلة للتنفيذ، أو أن المسلمين ليسوا مستعدين لتنفيذها والعمل بها لأنها تنقض الواقع التاريخي، وتتناقض معه، ذلك الواقع الذي تحول إلى دين حقيقي ولكن ليس لدى المسلمين مانع لقد نفذت تلك الاعتقادات من تلقاء نفسها أو بقدرة الله خاصة وأن المهدي خير وليس شرا، فإذا ظهر المهدي سيحدث صراع بين فقه الهوى التاريخي وبين الاعتقاد بالمهدي، وحديث الثقلين ومكانة أهل البيت، وأكبر الظن بأن العامة لن يقفوا وقفة عقائدية بوجه الإمام المهدي بل سيسلموا له كما سلموا لغيره، وسيبايعونه كما بايعوا غيره والخلاصة ومع اعتناق المسيحيين للإسلام ستتأكد العامة ساعتها أن هذا الرجل هو بالفعل خاتم أئمة أهل بيت النبوة وأنه المهدي المنتظر الذي بشر به رسول الله، عندئذ ستلتف حوله وستدعه يوجهها ويقودها، وهكذا ينقاد أتباع الديانة الإسلامية للمهدي المنتظر.
3 - بالنسبة لليهود، عصا موسى يعرفها الخاصة والعامة من أتباع الديانة.