أو عمر أو عثمان أو معاوية لأن هؤلاء وإن طاروا أتباع ورسول الله هو المتبوع وهم وإن طاروا طلاب، ورسول الله هو المعلم، فمن غير المعقول أن يقدم التابع على المتبوع، وأن يقدم الطالب على المعلم!! هذا من جهة، ومن جهة ثانية فإن الله تعالى قد أعد أهل بيت النبوة، وأهلهم للقيام بهذا الدور ولم يعد أو يؤهل غيرهم!! هذا الذي لم يفهمه العرب، ولم يفهمه قادة التاريخ الإسلامي!!! ولم تفهمه الأغلبية الساحقة من المسلمين حتى اليوم لقد تصوروا أن الرسول وبدون تفويض من ربه هو الذي اختار أهل بيت النبوة لهذا الدور!!! وجهلوا أو تجاهلوا بأن الرسول لا ينطق عن الهوى، وأنه عبد مأمور يتبع ما يؤمر به!!! وأقنعوا أنفسهم بتلك التطورات المختلة!! وكان ينبغي عليهم أن يتبعوا رسول الله، حتى وإن صحت تصوراتهم الخاطئة لأن رسول الله هو الأبعد نظرا، وهو الأكبر عقلا، وهو الأفهم منهم مجتمعين ومنفردين، فلقد أسند قادة التاريخ من تلقاء أنفسهم وسندا للقوة والتغلب الدور الذي أناطه الله بأهل بيت النبوة، لأشخاص لا يصلحون والله خداما لخدم أهل بيت النبوة، ولم يستغرب المسلمون ذلك على اعتبار أن هذا الإسناد صادر من مسؤول متغلب وواجب الطاعة!!!
وهكذا يبدوا واضحا أن القوم أطوع لبعضهم من طاعتهم لله ولرسوله حتى في الأمور المتماثلة موضوعيا!! فلو أمر الله ورسوله القوم بأن يذبحوا بقرة لأغرقوا الدنيا بتساؤلاتهم، عن اللون، والعمر والشكل والمضمون، ولكن لو أمرهم أحد قادة التاريخ أن يذبحوا بقرة، فإنهم ينفذون أمره، ويذبحون أفضل البقر فورا وبدون أسئلة، وبلا تباطؤ!! لقد استمرؤوا ذلك وتعودوا عليه، واستثقلوا أمر الله ورسوله وتعودوا على النفور ومحاولة التهرب منه!!
وما يعنينا في هذا المقام هو التأكيد على أن الله سبحانه وتعالى قد اختار أهل بيت نبيه لهذا الدور ليقوموا به بعد وفاة رسول الله وطوال عمر التكليف وأمر الله رسوله أن يعد ويؤهل أهل بيته ليقوموا بهذا الدور بعد وفاته على الأكمل وجه، وصدع الرسول بأمر ربه فأعد أهل بيته وأهلهم لذلك