مؤمن به أو متظاهر بالإيمان به ومات على ذلك ويشمل كل من شاهد الرسول أو لم يشاهده لعارض كالعمى، أو شاهده الرسول، من جالسوا الرسول أو لم يجالسوه، بل ويشمل الأطفال الذين رآهم رسول الله أو رأوه، ولا فرق بين السابقين بالإيمان أو المتأخرين عنه، ولا فرق بين أعداء الله ورسوله السابقين الذين حاربوا الله ورسوله بكل وسائل الحرب حتى أحيط بهم فأسلموا وبين أولياء الله المخلصين الذين وضعوا أنفسهم تحت تصرف الرسول في كل المواقف، ولا فرق أيضا بين العالم، وبين غير العالم، فكلهم صحابة، وكلهم عدول، وكلهم في الجنة، حسب ما اتفق عليه علماء دولة الخلافة!! فأبو سفيان، ومعاوية، كعلي وجعفر صحابة عدول!! وعبد الله بن أبي سرح كعمار بن ياسر، والمغيرة بن شعبة كأبي ذر فإن قال أي واحد من الصحابة عموما إن رسول الله قد قال كذا وكذا، فمعنى ذلك أن الصحابي صادق، وأن الرسول بالفعل قد قال كذا وكذا، وأجمع علماء دولة الخلافة بأنه لا يحق لأي مسلم قط أن يجرح عدالة أي صحابي، لأن الصحابة فوق الجرح والتعديل، فقد عدلهم الله، وضمن لهم الجنة!!! حتى وإن أخطأ الصحابي فهو مأجور، لأنه بحكم المجتهد، ومن المستحيل برأي علماء دولة الخلافة أن يتعمد الصحابي الخطأ!!! فالخطأ هو الذي هجم على الصحابي والصحابي برئ منه، ولنفترض أن الصحابة اختلفوا، فسار فريق منه نحو الجنوب وآخر نحو الشمال، وثالث نحو الشرق، ورابع نحو الغرب، فكلهم على صواب، وكلهم مأجورون ولا حرج على الأمة لو انقسمت تبعا لهم إلى أربعة أقسام، والتحق كل قسم من الأمة بالقسم الذي يريد من الصحابة!! ولنفترض وقد وقع هذا أن الصحابة قد اشتبكوا جميعا بحرب أهلية دامية، فهذا ليس جرما بنظر علماء دولة الخلافة، لأن هذا الاصطدام ثمرة اجتهاد، والمتصادمون كلهم مأجورون، فالقاتل مأجور والمقتول مأجور أيضا والفرق أن من يكن منهم على الحق له أجر واحد، ومن يكن منهم على الباطل له أجران!!! لقد قرر العلماء بأن
(٣٨٧)