وبالمناسبة فقد يبدو لأول وهلة أن عمر رجل حرب، ويريد أن يحارب النبي زعامة بطون قريش بدلا من أن يعقد هدنة معها!! لكن في الحقيقة أن عمر بن الخطاب ليس رجل حرب فلم يثبت بأي طريق من طرق الإثبات طوال حرب الكفر مع الإيمان بأن عمر بن الخطاب قد قتل أو جرح أو أسر أحدا من المشركين أو أن له أي دور بارز في أية معركة من المعارك التي خاضها المؤمنون ضد المشركين، بل الثابت أنه قد فر في أحد وفي خيبر وفي حنين، وهذا ليس مدار بحثنا وما يعنينا أن عمر بن الخطاب بهذه الواقعة لم يرض بما رضي به الله ورسوله ولم يقبل حكم الله وحكم الرسول في هذه الواقعة بل زايد على الاثنين معا، موحيا بأن رأيه الخاص أهدى وأصوب من حكم الله ورسوله!! والعياذ بالله!! قد يستغرب المؤمن هذا القول!. ولكن كيف تفسر تلك المواقف والتصرفات الغريبة، التي رواها أولياؤه ومحبوه، فأخرجوها بألطف صور العرض والإخراج!! إنه مشابه لمواقفه في ما بعد من متعتي الحج والنساء الواردتين في آيتين محكمتين.
(١٣٨)