وهذا الجزء خاص بأديان الهند، والحديث عن أديان الهند حديث ذو شجون، وأرجو أن يجد القارئ في هذا الجزء لذة عقلية ومتعة نفسية، وهناك نقطة مهمة تربط أديان الهند بالأديان السماوية، فقد كانت أديان الهند معينا تسربت مه ألوان من الأفكار ووجدت طريقها بين معتقدات المسيحيين والمسلمين، فسنرى أن الشعار المسيحي " تثليث في وحدة ووحدة في تثليث " منحدر من الهندوسية، وسنرى أن بعض المسلمين قالوا بالتناسخ، ووحدة الوجود، ودراسة علم " مقارنة الأديان " ستعيد كل معتقد إلى أصله، وستظهر مقدار التأثر والتأثير بين المعتقدات.
والهند قطر عميق الصلة بالأقطار الإسلامية ويعيش به عشرات الملايين من المسلمين بالإضافة إلى الملايين اللذين انسلخوا من الهند مكونين دولة الباكستان، ومن أجل هذا كان يجدر بنا أن نعنى بدراسة الثقافة الهندية، لأنها تلاقت مع الثقافة الإسلامية منذ عهد مبكر، ولكن للأسف لم تكن الثقافة الهندية شائعة بين المسلمين، ولم تكن الهندوسية أو الجينية أو البوذية معروفة إلا للخاصة من الباحثين، ولذلك يسعدني أن أقدم هذا الزاد للقارئ المسلم بوجه خاص ولطبقة المثقفين في العالم بوجه عام.
يا رب حقق بهذا العمل النفع، واجعله خالصا لوجهك الكريم.
المعادي في السادس من مايو سنة 1964 دكتور أحمد شلبي