الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٧٧٧
[الشرط الثالث: اجتناب المسحاء الدجالين والابتعاد عن العالم] [4] 1 أيها الأحباء، لا تركنوا إلى كل روح بل اختبروا الأرواح لتروا هل هي من عند الله.
لأن كثيرا من الأنبياء الكذابين انتشروا في العالم.
2 وما تعرفون به روح الله هو أن كل روح يشهد ليسوع المسيح الذي جاء في الجسد كان من الله 3 وكل روح لا يشهد ليسوع لم يكن من الله ذاك هو روح المسيح الدجال الذي سمعتم أنه آت.
وهو اليوم في العالم.
4 يا بني، أنتم من الله وقد غلبتم هؤلاء (1) لأن الذي فيكم أعظم من الذي في العالم.
5 هم من العالم لذلك يتكلمون كلام العالم فيصغي إليهم العالم.
6 أما نحن فإننا من الله.
فمن عرف (2) الله أصغى إلينا (3) ومن لم يكن من الله لم يصغ إلينا.
بذلك نعرف روح الحق من روح الضلال.
[أصول المحبة والإيمان] [أصل المحبة] 7 أيها الأحباء، فليحب بعضنا بعضا لأن المحبة من الله وكل محب مولود لله وعارف بالله (4).
8 من لا يحب لم يعرف الله (5) لأن الله محبة (6).

(1) تلميح إلى انتصار المؤمنين على المسحاء الدجالين:
فبعد أن قاوموا تضليلاتهم الكاذبة، ثبتوا في الحق (راجع 2 / 13 - 14 و 18 - 21). يصف يوحنا هذه المقاومة بأنها حال حاضرة، فيشدد على طابعها الأخيري (رؤ 17 / 14 وراجع 2 / 7 و 11 و 26 الخ). المؤمنون هم " الغالبون " مع المسيح (يو 16 / 33)، منذ الآن، بفضل كلمة الله التي فيهم (2 / 13 - 14) وبفضل إيمانهم (5 / 4 - 5 وراجع رؤ 12 / 11 و 17).
(2) في هذه الآية وفي الآية التي تلي، يرد الفعل في صيغة الحاضر، لا في صيغة الماضي التام (راجع الآية 7 +).
(3) تميز هذه الآية بين كرازة الرسل وكرازة الأنبياء الكذابين (الآية 5). وتدل عبارة " من عرف الله " على المؤمن الحقيقي، والذين " يصغى إليهم " هم المنادون بالبشارة.
(4) إن كان المؤمن مولودا لله حقا ومارس المحبة الأخوية، عرف الله واختبر محبة الله (راجع الآية 8).
(5) راجع 3 / 1 +.
(6) تعريف من تعريفات يوحنا الثلاثة الشهيرة لله (راجع أيضا: " الله روح "، يو 4 / 24)، و " الله نور "، 1 يو 1 / 5). لا يريد الكاتب، بقوله " إن الله محبة " (راجع أيضا 4 / 16)، أن يأتي بتحديد نظري للكائن الإلهي، بل أن يذكر بأن الله تجلى في ابنه تجلي إله يحب (الآيات 9 - 11). غير أن هذه المحبة التي ظهرت في تاريخ الخلاص تكشف في الوقت نفسه عن محبة الآب لابنه (يو 3 / 35 و 5 / 20 و 10 / 17 و 15 / 19 و 17 / 26). ويرى يوحنا أن كل محبة هي من الله (الآية 7) وتعكس فيما بيننا حياة الأقانيم في الثالوث الأقدس.
(٧٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 772 773 774 775 776 777 778 779 780 781 782 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة