الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٧٧٥
طهر نفسه كما أنه هو طاهر.
4 كل من ارتكب الخطيئة ارتكب الإثم لأن الخطيئة هي الإثم (4).
5 تعلمون أنه قد ظهر ليزيل الخطايا ولا خطيئة له.
6 كل من ثبت فيه لا يخطأ (5) وكل من خطئ لم يره ولا عرفه.
7 يا بني، لا يضلنكم أحد:
من عمل البر كان بارا كما أنه هو بار.
8 من ارتكب الخطيئة كان من إبليس لأن إبليس خاطئ منذ البدء.
وإنما ظهر ابن الله ليحبط أعمال إبليس (6).
9 كل مولود لله لا يرتكب الخطيئة لأن زرعه (7) باق فيه ولا يمكنه أن يخطأ لأنه مولود لله (8).
10 وما يميز أبناء الله من أبناء إبليس هو أن كل من لا يعمل البر ليس من الله ومثله من لا يحب أخاه (9).
[الشرط الثاني: حفظ الوصايا، ولا سيما المحبة] 11 فإن البلاغ الذي سمعتموه منذ البدء هو أن يحب بعضنا بعضا 12 لا أن نقتدي بقاين الذي كان من الشرير فذبح أخاه.
ولماذا ذبحه؟
لأن أعماله كانت سيئة في حين أن أعمال أخيه كانت أعمال بر (10).
13 لا تعجبوا يا إخوتي إذا أبغضكم العالم.

(٤) هذه الكلمة اليونانية، مثل كلمة " أديكيا " (راجع ١ / ٩ +)، ترد هنا بالمعنى الأخيري، وهو معناها في أغلب الأحيان في الدين اليهودي (وصايا الآباء الاثني عشر، نصوص قمران) وفي العهد الجديد (متى ٧ / ٢٣ و ١٣ / ٤١ و ٢٤ / ١٢ و ٢ تس ٢ / ٣ و ٧). والخطيئة التي يحذر يوحنا منها المؤمنين هي خطيئة المسحاء الدجالين، أي عدم الإيمان، وفيها يظهر إثم العالم الخاضع لسلطان الشيطان (٣ / ٨ و ١٠ و ٥ / ١٩).
(٥) راجع الآية ٩ +.
(٦) راجع الآية ٤ +.
(٧) يرى كثير من الكتاب في " الزرع " الروح القدس، عامل الخلق الجديد. ويفسره آخرون، على أنه كلمة الله، وهو تفسير أكثر مطابقة لاستعمال اليهود والمسيحيين لهذه الاستعارة (راجع لو ٨ / ١٢ و ١ بط ١ / ٢٣ - ٢٥).
الزرع هو مرادف للمسحة (٢ / ٢٠ و ٢٧) وهو يقيم فينا، فهو يدل إذا على كلمة الله (٢ / ١٤)، على التعليم الذي سمع منذ البدء (٢ / ٢٤) أو الحق المسيحي (٢ يو ٢)، وهو مصدر باطني للتقديس (راجع ٢ / ٢٠ +).
(٨) هذه الأقوال المطلقة لا تناقض دعوة ١ / ٨ - ١٠ إلى اعتراف الإنسان بأنه خاطئ. أخذ يوحنا هناك بروح واقعية الاختبار اليومي بعين الاعتبار. أما هنا، فإنه يصف أوضاع المسيحي الأساسية، كما تنتج عن عمل الله الذي قام به ابنه.
في العهد القديم، تأتي القوة، للتغلب على الخطيئة، من الشريعة، من كلمة الله وقد أصبحت باطنية في قلوب الأبرار (مز ٣٧ / ٣١ و ١١٩ / ١١ وسي ٢٤ / ٢٢ - ٢٣)، وكان الأنبياء يرون في أطهار الإنسان بالشريعة الباطنية ما تمتاز به الأزمنة المشيحية امتيازا جوهريا (ار ٣١ / ٣٣ - ٣٤ وحز ٣٦ / ٢٧ - ٢٨). وفي رسالته الأولى، يتناول يوحنا هو أيضا هذا الموضوع الأخيري ويؤونه ويربطه بالإيمان بيسوع المسيح:
قال أوغسطينس إن المؤمن يصبح منزها عن الخطيئة " بقدر ما يثبت في المسيح " (راجع ٥ / ١٨ +).
(٩) راجع ٥ / ١ - ٢ +.
(١٠) التلميح المباشر الوحيد في الرسالة إلى العهد القديم (راجع تك 4 / 1 - 8). يذكر الكاتب، في مستهل هذا الجزء في المحبة. بقصة جريمة القتل الأولى، ليكون نموذجا أوليا للتعارض بين الظلام والنور (راجع 2 / 8 - 10 +)، بين العالم الشرير والمؤمنين، بين البغض القاتل والمحبة الأخوية (3 / 13 - 15). فالإنسان ينجذب إلى القوة التي أسلم نفسه إليها.
(٧٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 770 771 772 773 774 775 776 777 778 779 780 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة