الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ١١٠
" الحق أقول لكم إن واحدا منكم سيسلمني ".
22 فحزنوا حزنا شديدا، وأخذ يسأله كل منهم:
" أأنا هو، يا رب؟ " 23 فأجاب: " الذي غمس يده في الصحفة (19) معي هو الذي يسلمني.
24 إن ابن الإنسان ماض، كما كتب في شأنه، ولكن الويل لذلك الإنسان (20) الذي يسلم ابن الإنسان عن يده. فلو لم يولد ذلك الإنسان لكان خيرا له ". 25 فأجاب يهوذا الذي سيسلمه: " أأنا هو، رابي؟ " فقال له: " هو ما تقول " (21).
[تقديس الخبز والخمر] 26 وبينما هم يأكلون (22)، أخذ يسوع خبزا وبارك ثم كسره وناوله تلاميذه وقال:
" خذوا فكلوا، هذا هو جسدي " (23).
27 ثم أخذ كأسا وشكر وناولهم إياها قائلا:
" اشربوا منها كلكم 28 فهذا هو دمي، دم العهد يراق من أجل جماعة الناس لغفران الخطايا (24).
29 أقول لكم: لن أشرب بعد الآن من عصير الكرمة هذا حتى ذلك اليوم (25) الذي فيه أشربه معكم جديدا في ملكوت أبي " (26).
30 ثم سبحوا (27) وخرجوا إلى جبل الزيتون.
[يسوع ينبئ بإنكار بطرس له] 31 فقال لهم يسوع: " سأكون لكم جميعا حجر عثرة في هذه الليلة (28)، فقد كتب:

(19) " الصحفة ". يشارك يهوذا في الطعام مشاركة خارجية، ولكنه عازم على الخيانة (عن هذا الاستعمال وعن مز 41 / 10 الذي لا يستشهد به متى، راجع مر 14 / 20 +).
(20) يرى يسوع أن يهوذا في حالة تعسة (راجع 23 / 13 +)، لكنه لا يلعنه ولا يحكم عليه.
(21) توضيح ينفرد به متى (راجع يو 13 / 24 - 26).
(22) يدخل متى، في رواية الآلام، تقليدا طقسي الشكل والأصل، وغايته أن يبين كيف أدرك يسوع معنى موته، أي أنه شعر شعورا تاما بأنه يبذل دمه لمغفرة خطايا البشر. كان هذا التقليد يكشف عن مصدر ومعنى رتبة تمارسها الجماعة. ويفترض متى سالفا أن على التلاميذ أن يعملوا ذلك لذكر يسوع، وإن لم يعبر عنه صراحة كما فعل لوقا (22 / 19) أو بولس (1 قور 11 / 24). ليس المطلوب، بناء على مبادرة يسوع، مجرد ذكر ذلك الحدث ولا تكرار العشاء السري، بل تأوين العمل الذبائحي الذي قام به يسوع على الصليب واستباق الوليمة الأخيرية.
(23) " جسد ". نظرا إلى استعمال فعل " خذوا " وفعل " كلوا "، لا يمكن رد هذا الكلام إلى مجرد تشبيه (كما يكسر الخبز، كذلك يكسر جسدي). ومن جهة أخرى، لا يكفي الضمير " هو " للمطابقة بين الخبز والجسد. فلا بد، لتوضيح طبيعة هذا التطابق، أن نربط ما قيل على الخبز والخمر بالمسيح الذي تلفظ به وبالعشاء الذي ينكشف فيه معناه.
ولا بد من الانتباه إلى الأجواء الفصحية التي سادت هذا العشاء (راجع " دم العهد ") ولما فيه من قيمة ذبائحية (الدم المقرب " من أجل " جماعة الناس).
(24) إن يسوع، ببذل دمه على الصليب، يحقق العهد الذي قطع قديما في جبل سيناء بدم الضحايا (خر 24 / 4 - 8)، ويخبر ضمنا بتحقيق العهد الجديد الذي تنبأ به الأنبياء (ار 31 / 31 - 34)، ويعلن ما لذبيحته من قيمة شاملة " من أجل جماعة الناس " (راجع اش 53 / 12).
(25) اليوم الأخير.
(26) في هذا الملحق، المؤلف من الآية 29، إشارة إلى ما في العشاء الأخير من هدف أخيري يعبر عن رجاء وطيد للاشتراك في الوليمة السماوية (راجع متى 8 / 11).
(27) تلو مزامير ال‍ " هلل " (مز 113 - 118) وكانت تلاوتها تختتم عشاء الفصح.
(28) إن موت المشيح، الذي كان التلاميذ ينتظرون انتصاره (16 / 22 و 20 / 21)، هو حجر عثرة يعثرون به جميعا (راجع 5 / 29 +). يستشهد يسوع ب‍ زك 13 / 7.
(١١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة