الاجتماع، وفي ذكرها البشارة الكبرى وبيان نعمة الله العظمى بجمع شمل الشريعة المتبدد في جعل نسخة التوراة التي كتبها موسى على مقتضى وظيفتها إلى جنب تابوت العهد الذي أنعم الله بإرجاعه من نهب المشركين إلى بيته المقدس ففي ثاني الملوك الأول 3 وجاء جميع شيوخ إسرائيل وحمل الكهنة التابوت واصعدوا تابوت الرب، وخيمة الاجتماع مع جميع آنية القدس التي في الخيمة " 2 أي 5: 4 و 5 " فإن أبى المتكلف مكابراته إلا أن تكون النسخة المذكورة وضعت على وظيفتها في محراب بيت المقدس على عهد سليمان بجانب التابوت، قلنا: إن الموضع الذي عينه سليمان لتابوت العهد الذي تكون هذه النسخة إلى جنبه هو المحراب قدس الأقداس تحت جناحي الكروبين " امل 8: 6 و 2 أي 5: 7 "، وكانت مساحة هذا المحراب عشرين ذراعا في مثلها " امل 6:
20 "، ومساحة جناحي الكروبين الملتقيين الذين يوضع التابوت تحت ملتقاهما عشرة أذرع " امل 6: 24 - 28 " فيكون التابوت في وسط المحراب ومحل نسخة التوراة المذكورة إلى جنبه.
وعلى هذا فهل تركها شوشق ملك مصر الذي نهب الذهب والفضة من بيت الرب على عهد رحبعام، وهل يترك المحراب مع أن عمدة الذهب فيه فرضناه تركها، فهل يتركها بنو إسرائيل ويهوذا في الأيام الكثيرة التي بقوا فيها بلا إله حق وبلا كاهن ومعلم وبلا شريعة فرضناهم تركوها فهل يتركها المشركون أولاد عثليا المشركة إذ هدموا بيت الرب وصيروا كل أقداسه للبعليم حتى احتاج البيت إلى تجديده وإقامته على رسمه تمحلنا وفرضناهم تركوها، فهل يتركها يواش المشرك إذ نهب كل الذهب والفضة وجميع الآنية الموجودة في بيت الرب على عهد امصيا، فرضنا تركه فهل يتركها آحاز المشرك الذي قطع آنية بيت الرب وأغلق أبوابه، وهل تركها قومه الذين وضعوا النجاسة في الهيكل وأغلقوه وأطفأوا سرجه عنادا للتوحيد والشريعة افترى هؤلاء كلهم يتركون هذه النسخة في محلها ويسمحون لها بالبقاء وهي أشد ما يكون مقاومة ومصادمة لشركهم وضلالهم وأصنامهم وتماثيلهم، وقد بلغت في توبيخهم ولعنهم وذمهم وسب آلهتهم، مبلغا لا يمكن في العادة أن يصبروا عليها ويتركوا لها وجودا وأثرا