وإن بولس ليس له نظير مخلص بل الجميع يطلبون ما هو لأنفسهم لا ما هو للمسيح " في 2: 20 و 21 ".
ويتضح من الأعمال ورسائل بولس أن تعليمه الرائج بين النصارى في القرون المتأخرة كان ضدا لتعليم الرسل والمعلمين من العبرانيين الذين هم من أهل الختان ولذا كثر تعرضه لهم وقد فهم وانتفاضهم وافتخاره عليهم حتى ادعى العروج مرة إلى السماء الثالثة وأخرى إلى الفردوس " أنظر إلى الحادي عشر والثاني عشر من كورنتوش الثانية ".
ومن ذلك تعليمه بكفاية الإيمان وحده في الفائدة وتعليم يعقوب بعدم كفايته بدون الأعمال " أنظر إلى الحادي والعشرين من العبرانيين "، وإلى رسالة يعقوب وخصوص ثانيها، وقد اختلف تعليم بولس في أكل ما ذبح للأوثان الذي قرر الرسل حرمته واضطرب كلامه فيه، فتارة جعله يذبح للشيطان لا لله ولا يريد أن يكون المؤمنون شركاء الشياطين لأنهم لا يقدرون أن يشربوا كأس الرب وكأس شيطان ولا يشتركوا في مائدة الرب ومائدة شياطين أم نغير الرب ألعلنا أقوى منه " 1 كو: 10 - 18 - 22 ".
وتارة رجع الامتناع منه من دون تحريم، لأنه معثرة للضعفاء أنظر " 1 كو 8 " ومن أجل ضمير الآخر الضعيف " 1 كو 10: 29 "، ثم ندم وقال:
لماذا يحكم في حريتي من ضمير آخر، فإذا كنت أتناول بشكر فلماذا يفترى علي لأجل ما أشكر عليه " 1 كو 10: 29 و 30 ".
وعلى كل حال فهذه الأقوال المضطربة خلاف ومقاومة لما قرره الرسل من التحريم المطلق كما مر، وعن بولس في بعض تعاليمه كل شئ طاهر للطاهرين " تي 1: 15 " وكل خليقة الله جيدة، ولا يرفض شئ منها إذا أخذ مع الشكر " 1 تي 4: 4 "، وهذه خلاف ومقاومة لما قرره الرسل من تحريم ما ذبح للأوثان والمخنوق والدم.
وعنه أيضا في تعاليمه في شأن الناموس والعهد القديم ما لفظه فإنه يصير إبطال الوصية السابقة من أجل ضعفها وعدم نفعها إذ الناموس لم يكمل شيئا