في الترجمة من تلقاء نفسه تتميما للمعنى منهم تومارابنسن القسيس في ترجمته للعبرانية بالفارسية المطبوعة في لندن بمطبعة رجارد واطس سنة 1829 م فقال (وقايين هابيل برادر خود را گفت كه بيا) فزاد من نفسه لفظ كه بيا، ويلزم مما ذكرنا حدوث النقصان المخل في العبرانية وإقدام مترجميها على التبديل أو الزيادة لأجل تصحيحها فزادوا في الطنبور نغمة، وأيضا في الأصل العبراني في الثالثة عشرة من ثاني عاموس ما نصه عن قول الله:
هنيه انوخي ما عيق تحخيم كاشير تاعيق:
ها هو أنا صار أواصر أو مضايق أو نحو ذلك تحتكم كما أو كالذي تصر أو نحو ذلك هاعغالاه حملا أه لاه عامير.
العجلة الملآنة حزما أو حشيشا.
وفي العربية المطبوعة سنة 1811 لأجل هذا ها أنا أتمرغ تحتكم كما تتمرغ العجلة المملوءة قصبا.
ونقل في إظهار الحق عن ترجمة عربية مطبوعة سنة 1844 م موافقة العبرانية في مضمونها بما لفظها أنا ذا أصر تحتكم كما تصر العجلة المحملة حشيشا. وعن نسخة فارسية أيضا مطبوعة سنة 1838 م (اينك من در زير شما چسبيده شدم چنانچه آرابه برازاقد چسبيده ميشود).
ولما رأى كثير من المترجمين أن حقيقة مضمون هذا الكلام ومجازه بمكان من السخافة بدلوه في أكثر ما رأيناه من التراجم العربية إلى ما لفظه، ها أنا ذا أضغط ما تحتكم كما تضغط العجلة الملآنة حزما، ونحوها ما رأيناه من التراجم الفارسية.
وأيضا قد زادوا على ترجمة العبرانية واليونانية ألفاظا اعترفوا بأنها ليس لها وجود في الأصل العبراني واليوناني، وزعموا أنهم زادوها في الترجمة لأجل الإيضاح، ورسموها بحرف صغير في بعض النسخ العربية المبنية على التأنق في طبعها مع أن الكلمات الكثيرة من ذلك بحيث يعسر إحصاؤها في هذه المقدمة كثرة لتأبى أن تكون أيضا حابل هي إتمام لمعنى ناقص أو زيادة على معنى تام