الحادي والثلاثين 19 ما أعظم جودك الذي ذخرته لخائفيك، وفي تاسع زكريا 17 ما أجوده، أفلم يمكن لله جل جلاله أن يتصف بهذه الصفات إلا أن تتجسد الكلمة على الأرض ويجري عليها ما جرى من الاضطهاد ثم أجمع في ذهنك ما تقدم من كلمات المتكلف مع قوله " يه 2 ج ص 38 س 4 " إن الكلمة الأزلية هو الله.
وقوله " 4 ج ص 285 " المسيح هو الله، وقوله " 3 ج ص 171 " المسيحيون يعتقدون بأن الذات العلية والكلمة الأزلية والروح القدس هم الله الواحد الأحد، وخذ حاصل هذه الأقوال في ذهنك ثم ليقرر لك المتكلف أو بعض محبيه بقية كلامه في سر الفداء ولا تدعه يطوي الكلام على غره، بل دقق في السؤال منه وجادله بكلامه، فإذا قال: إن الله أظهر رحمته ومحبته بتجسد الكلمة، فقل له: إن عليك أن لا تعمى بل تقول حسب كلامك، وأول " يوحنا " إن الله أظهر رحمته ومحبته بتجسده.
وإذا قال: فالمسيح احتمل في جسده ما كنا نستوجبه من العقاب نقل له: إنك قلت إن الكلمة الأزلية هي الله، والمسيح هو الله، فعليك أن تقول واستغفر الله، فالله احتمل في جسده ما كنا نستوجبه من العقاب " وهو الموت في جهنم النار إلى الأبد " تعالى الله عن ذلك، فينتج من كلامك أن الله لا يمكن أن يغض الطرف عن قصاص الخاطئ لعدله وقداسته فلا يمكن أن يغفر ويمحو حسب رحمته ومحبته، فلم يجد حيلة لمخادعة عدله وقداسته إلا أن يتجسد ويحتمل في جسده ما يستوجبه الخاطئ من العقاب، أترى لو جعل الإيمان والتقديس في ناحية، وجعلت خرافات الكفر في ناحية، ففي أي الناحيتين يكون هذا الكلام، فإن قال لك المتكلف، إن الفادي الذي احتمل في جسده ما كنا نستوجبه من العقاب هو غير الله، فقل له " أولا ": هذا مناقض لقولك ومعتقدك بأن الفادي هو المسيح الذي هو الكلمة الأزلية التي هو الله، ثم قل له هل من عدل الله القدوس العادل أن يعاقب غير الخاطئ وكيف أمكن أن يغض الطرف عن قصاص الخاطئ، أوليس قد قال كتابكم أن النفس التي تخطئ هي تموت " حز 18: 4 و 20 " وكل واحد يموت بذنبه كل إنسان يأكل الحصرم