القس: المراد من المسيح في هذا المزمور هو داود نفسه. ويشهد لذلك أن داود سمى نفسه في المزامير مسيح الله كما في العدد الخمسين من المزمور الثامن عشر. والعدد العاشر من المزمور الحادي والثلاثين بعد المائة - والمسيح هو من يمسحونه بالزيت ملكا أو كاهنا - ألا ترى أن داود قد سمى شاول ملك إسرائيل (مسيح الرب) سبع مرات كما في الفصل الرابع والعشرين والسادس والعشرين من سفر صموئيل الأول والفصل الأول من صموئيل الثاني بل سماه بذلك صموئيل النبي مرتين كما في العدد الثالث والخامس من الفصل الثاني عشر من سفر صموئيل الأول. وجاء في المزمور الخامس بعد المائة عن قول الله: (لا تمسحوا مسحائي) وفي أول الفصل الخامس والأربعين من كتاب أشعيا (هكذا قال الرب لمسيحه لكورش الذي أمسكت بيمينه) وأيضا في المزمور التاسع والثمانين 38 و 51 غضبت على مسيحك.
وأصحابنا يقولون: بأن داود قصد بالمسيح هنا نفسه لأنهم لا يرضون للمسيح أن يكون الله يغضب عليه وكيف يرضون بذلك وهو عندهم إله وأقنوم الله.
يا عمانوئيل وأما قوله (أنا أكون له أبا وهو يكون لي ابنا) فقد جاء في العهد القديم في الفصل السابع من سفر صموئيل الثاني والسابع عشر من الأيام الأول في خطاب الله لناثان النبي في شأن ابن داود الذي يبني بيت الرب في أورشليم.
وفي الفصل الثاني والعشرين من الأيام الأول صرح داود لسليمان بأنه هو المقصود بهذا الكلام وأن الله سماه سليمان بالصراحة وأيضا أخبر عن الله في الفصل الثامن والعشرين بقوله (وقال سليمان ابنك هو يبني بيتي ودياري لأني اخترته لي ابنا وأنا أكون له أبا) فيا للأسف على كتب العهد الجديد إذ تغتصب الحقائق من الكلام.
إقرأ يا عمانوئيل ودعنا نتجرع الغصص.