سنين نهبوا التابوت ولم يرد إلى مكانه في خيمة الاجتماع إلا في زمان داود بعد مائة سنة. ولما بنى سليمان الهيكل ونقل إليه التابوت لم يكن فيه إلا لوحا العهد ولم يجر في كل هذه الأحوال ذكر للتوراة التي بخط موسى حتى في نقل سليمان لأدوات الخيمة إلى الهيكل مع الأواني.
فهل كانت الأواني أهم بالذكر من التوراة التي بخط موسى. لا يا سيدي إن ارتدادات بني إسرائيل إلى الشرك في زمن القضاة لا تترك أثرا للتوراة التي بخط موسى. فكيف بارتداداتهم بعد ذلك.
عمانوئيل: يا سيدي الوالد. ثم ملك بعد يوشيا إلى سبي بابل " يهواحاز " و " يهوياقيم " و " يهوياكين " وعملوا الشر. وأما يهوذا في أيام هؤلاء الملوك فقد تكرر في الفصل السابع والثامن والتاسع والحادي عشر والثاني عشر والسادس عشر من كتاب إرميا النبي توبيخهم على سلوكهم وراء البعليم وسيرهم وراء إلهة أخرى حتى صارت آلهتهم بعدد مدنهم وبعدد شوارع أورشليم.
بعض شواهد التحريف يا والدي وهذا النبي إرميا في كتابه الذي يعتبره اليهود والنصارى كتاب وحي إلهي. ها هو يشهد بالصراحة على اليهود بتحريفهم للتوراة فإنه يقول في العدد السادس والثلاثين من الفصل الثالث والعشرين:
" ووحي الله لا تذكروا بعد لأن وحي الله للرجل كلامه وقد حرمتم كلام الإله الحي رب الجنود إلهنا ".
وأيضا في العدد الثامن من الفصل الثامن من إرميا: كيف تقولون حكماء نحن وتوراة الله معنا لكن هوذا للكذب عملها قلم كذب الكتبة.
يا سيدي الوالد وأما حادثة سبي بابل فقد ذكرت لحضرتك في صحيفة 108 أن نبو خذراصر " بختنصر " أحرق بيت المقدس وخربه ولاشى المقدسات والأمة بالسبي والقتل ولما أطلقهم كورش بعد سبعين سنة وتوجهوا إلى عبادة الله والشريعة. يقول كتاب نحميا في الفصل الثامن