هل يمكن أن لا تكون التوراة محرفة القس: يا اليعازر أشتهي أن ألاطفك بأمثال معروفة - يقال: إن الغزال إذا رأى شيئا يخيفه ولم يشم رائحته من بعيد لم يصدق بصره ولا يهرب منه عندما يراه بل ينتظر أن يشم رائحته. ولأجل ذلك يظفر به الصيادون - ومن هذا يضرب المثل بأن فلانا مثل الغزال يكذب عينه ويصدق أنفه. ومعناه أنه يكذب علمه ووجدانه ويصدق جهله.
وأيضا يحكى أن رجلا لقي رجلا من أصحابه. فأظهر له الحزن والأسف وقال له. قد أخبرني جماعة صادقون بأنك مت ويا للأسف وأسأل الله أن يحفظ أيتامك ويبارك فيهم ويرحمك الله ويؤنس وحشتك في قبرك.
فقال له: ها إنك تراني والحمد لله حيا أخاطبك وأمشي على وجه الأرض.
فقال منتحبا: لا ويا للأسف والحزن إن الذين أخبروني بأنك مت هم أصدق منك فواحزناه على موتك يا أخي.
عمانوئيل: يا سيدي الوالد إني أجد سيدي القس من أول درسنا في التوراة إلى الآن لا يحب أن يجاهرنا ببيان الحقيقة.
بل يريد أن نسير إليها بأنفسنا ونراها بعين الوجدان ونتناولها بيد الدرس الصحيح والعلم اليقين.
يا والدي فلا تطلب من سيدنا القس أن يعاجلنا بالبيان فتجعله عصبيتنا كالخصم المدعي. فتقابله أهوائنا وتقليدنا الأعمى بالجحود والتنفر من قداسته. ويكون نصيبنا الحرمان من بركات الحق ونجاة الإيمان الصحيح.
يا سيدي الوالد هل تأذن لي أن أكون أنا المتكلم في هذا الموضوع