إنجيل متى بالعهد القديم في الفصلين الأولين منه.
القس: يا اليعازر أما أسفك فلا، ألومك عليه ولكن لا وجه لزيادة حيرتك فإن هذه الأمور ترفع الحيرة وتعرف الانسان رشده اقرأ يا عمانوئيل.
متى صورت صارخ وخلله عمانوئيل: فقرأت في أول الأصحاح الثالث من إنجيل متى قوله:
(في تلك الأيام جاء يوحنا المعمدان يكرز في برية اليهودية بالتوبة فوجدت فيه أن يوحنا هو الذي قيل عنه باشعيا النبي صوت صارخ في البرية أعدوا طريق الرب أصنعوا سبله مستقيمة) فقلت: يا سيدنا القس ههنا سؤالان:
السؤال الأول: إن (متى) كان يتكلم في آخر الفصل الثاني في أيام رجوع يوسف بالمسيح من مصر عند موت هيردوس الوالي على اليهودية وولاية ابنه ارخيلاوس وقد كان ذلك بعد ميلاد المسيح بنحو سنة وقد كان عمر يوحنا المعمدان عند ذلك نحو سنة لأنه كان حملا حينما كان المسيح حملا كما يصرح بذلك الفصل الأول من إنجيل لوقا. فهل جاء يوحنا يكرز في برية اليهودية وعمره نحو سنة، وهذا إنجيل لوقا يذكر في الفصل الثالث أن حلول كلمة الله على يوحنا وكرازته بالتوبة كانت في السنة الخامسة عشر من سلطنة طيباريوس قيصر بحيث يكون عمر يوحنا نحو ثلاثين سنة.
يا سيدي هل يكون كتاب الوحي يغلط في التاريخ هذا الغلط الكبير. أو إنه يقول: (في تلك الأيام) لفظا بلا معنى.
والسؤال الثاني: إن الكلام الموجود في العدد الثالث من الفصل الأربعين من كتاب أشعيا مخالف للكلام الذي نقله متي ففي كتاب أشعيا صوت صارخ في البرية أعدوا طريق الرب قوموا في القفر سبيلا لإلهنا.