قيل من الرب بالنبي القائل (من مصر دعوت ابني).
يا سيدي وهذا الكلام جاء في أول الفصل الحادي عشر من كتاب هو شع وقد كان قبل المسيح بما يزيد على سبعمائة سنة وأصل الكلام هكذا (لما كان إسرائيل غلاما أحببته ومن مصر دعوت ابني) ومن المعلوم أن المقصود من هذا الكلام إنقاذ بني إسرائيل من عبوديتهم في مصر كما يشهد له أيضا مجرى الكلام في هذا الفصل وقد جاء في العدد الثاني والعشرين والثالث والعشرين من الفصل الرابع من سفر الخروج أن الله أمر موسى أن يقول لفرعون: (هكذا يقول الرب إسرائيل ابني البكر فقلت لك أطلق ابني).
وذكر متى أيضا في هذا الفصل أن هيرودس قتل جميع الصبيان الذين في بيت لحم وفي كل تخومها وحينئذ تم ما قيل بارميا النبي القائل (صوت سمع في الرامة نوح وبكاء مر وعويل كثير راحيل تبكي على أبنائها ولا تريد أن تتعزى لأنهم ليسوا موجودين) وهل يخفى على سيدي أن هذا الكلام جاء في العدد الخامس عشر من الفصل الحادي والثلاثين من كتاب ارميا.
ويا للعجب يا سيدي ما هي المناسبة بين الرامة التي هي في سهم سبط إفرايم بن يوسف بن يعقوب من راحيل وبين بيت لحم التي هي في سهم يهوذا وبين القريتين نحو ثلاثين ميلا وما هي المناسبة بين راحيل والذين في بيت لحم فإنهم من سبط يهوذا من أبناء ليئة ضرة راحيل.
مع أن العدد السادس عشر والسابع عشر من هذا الفصل من أرميا يقول على الأثر إن الله أخبر بأن هؤلاء الأبناء يرجعون من أرض العدو والسبي إلى أرضهم فما هي المناسبة مع الأولاد المقتولين.
يا سيدي فهل إنجيل متى مسلط على أن ينتهب الكلام من مورد إلى آخر.