اليعازر: يا عمانوئيل إن أناجيلنا قد تضمنت الدعوة إلى الإيمان بالله وتوحيده وإلى التوبة وخوف الله وعبادته وعلمت كثيرا بحسن الأخلاق وحسن السلوك مع الناس والهدو والوداعة فلماذا لا تكون هذه التعاليم الصالحة شاهدة بأن الأناجيل كلها من وحي الله وتعاليم المسيح.
عمانوئيل: يا والدي إن الذي يريد أن يكتب كتابا ينسبه إلى تعاليم المسيح وكتابة تلاميذه الصالحين عن الوحي الإلهي لا بد من أن يكتب فيه شيئا صالحا يشبه أن يكون موافقا للمعروف والمسموع من تعليم المسيح والوحي الإلهي والديانة التي يريد الكاتب أن يكتب فيها.
ولا يمكن لمثل هذا الكاتب في خطأه وعمده أن يتمحض كتابه لغير التعاليم الصحيحة.
ولكن بعض التأثيرات لا بد من أن تظهر ذاتها ومقدارها للشعور على قدر جودته وسلامته من العصبية الموروثة.
وها هي الأناجيل لا يزيد الواحد منها على مقدار مجلة شهرية أو أسبوعية وقد سمعت من كل واحد منها ما لوث به قدس المسيح من التعليم بتعدد الأرباب وتعدد الآلهة والاحتجاج لذلك بالحجة الواهية ومن لوثت به قدسه من الاحتجاجات الساقطة. وسوء التمثيل، ومنافيات العقل والقداسة، وتناقض الكلام والتعليم، وإن الاستقصاء في الدرس ليكشف عن أكثر من ذلك.
هذا مع غض النظر عن اختلاف كتبة الأناجيل في ذكر الحوادث التاريخية والأقوال المنقولة اختلافا لم يقدر أصحابنا على أن يستروه بليت ولعل.
يا والدي دع عنك نسبة هذه الأناجيل إلى الالهام وتعاليم المسيح وما ذكرته من القدح بإيمان التلاميذ الأحد عشر فإنها مجتمعة ومنفردة تركتنا بحسب خللها الداخلي لا نقدر أن ننسبها لكتبة عارفين لقدس المسيح. عارفين للاحتجاج، عارفين لمواقع التمثيل، عارفين لآداب