ومحذور قد نزل فيها قبل الواقعة المذكورة بأيام يسيرة بعد رجوعه من زيارة العتبات الشريفة والمقامات المنيفة مع جميع الأولاد والعيال فلما وصل إلى بلاد القطيف وهو في السفينة لم يخطر في باله النزول في القطيف إذ سمع بحركة الواقعة هناك وكان محمد بن خليفة الذي جيش على أخيه علي وقتله فيها محله فلما سمع المرحوم الشيخ المذكور بذلك توقف عن الرواح لما هنالك فاستخار الله على النزول في القطيف إلى أن تنكشف حقيقة الحال لئلا يقع في الورطة والبلبال فخرجت الخيرة الإلهية أمرا بالنزول ونهيا عن القفول وكان معه أشخاص وصلحاء كثيرون من أهل البحرين فعالجوه على الرواح فلم يرض بعد الخيرة من خالق الكونين فنزل في بلاد القطيف، وشرفها الله به غاية التشريف، وبعد نزوله بقليل وقع في البحرين ما وقع من الخطب الجليل وقد شرحنا جميع أحواله في مبدئه ومآله في رسالتنا المسماة (بالحق الواضح في أحوال العبد الصالح) فأتيت إليه مع الوالدة المرحومة صفر الكف من الطارف والتلاد بعيدا عن آثار الآباء فآواني ورباني وأكرمني وحباني وقربني وأدناني على أولاده فضلا عن أقراني وكان (ره) أستاذي ووالدي الروحاني وكهفي وملاذي وشيخي وعمادي وجد أولادي جزاه الله عني أفضل جزاء المحسنين وأجزل الحبا وجعل الجنان له مستقرا ومنقلبا وجمعنا وإياه وآباءنا والمؤمنين في مستقر رحمته ودار كرامته بحق محمد وآله وعترته صلى الله عليه وآله الطاهرين كل آن وحين.
(تنبيه) فيه تنويه.. إعلم وفقنا الله وإياك وجميع إخواننا المؤمنين لخير الدنيا والدين ومرضات رب العالمين أنا نذكر في هذا الباب ما وقفنا عليه من علمائنا الأنجاب من أهل البحرين مما ذكره الماضون وسلفنا الصالحون كشيخنا