إلى البحرين وسبب الله له بالرجوع إلى بلاده بالعز والهيبة وسخر له الحكام والرعية وباشر أمواله وأملاكه بنفسه وبقي عزيزا جليلا رئيسا مهابا نبيلا متمكنا من جانب الحكام ملقى له فيها الزمام ملجأ لمن يلتجي إليه في أكبر المهام مفرجا كربة من يقصده من أهل الإيمان والإسلام حتى دعاه داعي الحمام وانتقل إلى دار السلام وجوار الملك العلام.
له مدائح كثيرة في أمير المؤمنين عليه السلام وأبنائه الطاهرين سلام الله عليهم أجمعين التي من جملتها العلويات السبع اللواتي جاري بها ابن أبي الحديد المعتزلي المدائني بأبلغ نظام وأكمل معنى وانتظام على وزنها وقافيتها أطول منها وأكثر معان له فيها اليد البيضاء العجيبة إلا أنه ابتدأ أولا بواقعة بدر ثم أحد ثم الأحزاب على الترتيب المطلوب ولا بأس بإيراد بعض من كل واحدة منها تبركا بمدح الأمير وأبنائه الطاهرين المعصومين عليهم السلام ليستدل بالقليل على الكثير ولا ينبئك مثل خبير ولئلا يكون كلامنا دعوى مجردة عن الدليل والله الهادي إلى سواء السبيل قال رحمه الله تعالى في أول السبع العلويات:
سرى ورواق الليل بالدجن مضروب * وقيد الحواشي بالأشعة مقطوب وميض كتلويح الرداء ودونه * وهاد تجافي بالسرى وأهاضيب فما راعني عذب المراشف شادن * ولا شاقني وافي الروادف مخضوب سرى البارق الملتاح من جانب الحمى * لنا وجناح الليل أسود غريب بدا من كثيب عالج فاستفزني * بنجد وقلبي بالصبابة ملهوف وذكرني من كنت أهوى وبيننا * على النأي إدلاج يطول وتأديب ومنها: