فقال: أحدثهما معا أو في زمان بعد زمان؟!
قال: فإن قلتم: معا، أوجدناكم انها لم تكن معا وانها حدثت شيئا بعد شئ. وإن قلتم: أحدثها في زمان بعد زمان، فقد صار معه شريك وهو الزمان!
(قال الشيخ المفيد (رحمه الله)):
والجواب - وبالله التوفيق -: إن الله لم يزل واحدا لا شئ معه ولا ثاني له، وانه ابتدأ ما أحدثه في غير زمان، وليس يجب إذا أحدث بعد الأول حوادث أن يحدثها في زمان، ولو فعل لها زمانا لما وجب بذلك قدم الزمان، إذ الزمان حركات الفلك أو ما يقوم مقامها مما هو بقدرها في التوقيت، فمن أين يجب عند هذا الفيلسوف أن يكون الزمان قديما إذا لم توجد الأشياء ضربة واحدة، لولا أنه لا يعقل معنى الزمان؟.. إلى آخره (1).
وقال:
القول بأن أشباحهم (عليهم السلام) قديمة فهو منكر لا يطلق، والقديم في الحقيقة هو الله تعالى الواحد الذي لم يزل وكل ما سواه محدث مصنوع مبتدأ له أول.
والقول بأنهم لم يزالوا طاهرين قديمي الأشباح قبل آدم كالأول في الخطأ، ولا يقال لبشر إنه لم يزل قديما (2).
وقال - في الجواب عن قول السائل: إذا صح أن الأنوار قديمة، فما بال إبراهيم قال: * (ربنا وابعث فيهم رسولا منهم...) * (3) -: