أيضا من كبار أئمة الشافعية الجامعين للفقه والأصول والحديث، كما ذكره النووي في شرح المهذب، فهو أهل أن يستنبط ويخرج ويحتج. وأما سهل بن زنجلة ومطين فإمامان حافظان ثقتان وفوق الثقة.
وقال البزار في مسنده نبأ محمد بن مرداس نبأ محبوب بن الحسن نبأ أبو حمزة عن إبراهيم بن علقمة عن عبد الله بن مسعود: إنه كره الصلاة في المحراب وقال:
إنما الكنائس فلا تشبهوا بأهل الكتاب يعني: إنه كره الصلاة في الطاق. قال شيخ شيوخنا الحافظ أبو الحسن الهيثمي في مجمع الزوائد: رجال موثوقون.
وقال ابن أبي شيبة في المصنف: وكيع نبأ إسرائيل عن موسى الجهني قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تزال هذه الأمة أو قال أمتي بخير ما لم يتخذوا في مساجدهم مذابح كمذابح النصارى. هذا مرسل صحيح الإسناد، فإن وكيعا أحد الأئمة الأعلام من رجال الأئمة الستة، وكذا شيخه، وموسى من رجال مسلم، قال في الكاشف: حجة. والموصل عند الأئمة الثلاثة صحيح مطلقا، وعند الإمام الشافعي رضي الله عنه صحيح إذا اعتضد بواحد من عدة أمور منها مرسل آخر أو مسند ضعيف أو قول صحابي أو فتوى أكثر أهل العلم بمقتضاه أو مسند صحيح. وأوردوا على هذا الأخير أنه إذا وجد المسند الصحيح استغنى عن المرسل، فإن الحجة تقوم به وحده. وأجيب: بأن وجود المسند الصحيح يصير المرسل حديثا صحيحا ويصير في المسألة حديثان صحيحان.
قال العراقي في ألفيته مشيرا إلى ذلك:
فإن يقل فالمسند المعتمد * فقل دليلان به يعتضد وهذا المرسل قد عضده المسند المبتدء بذكره، وقد تقدم أنه صحيح على رأي من وثق راويه، وحسن على رأي من لينه. ولهذا اقتصر البيهقي على الاحتجاج به، وعضده قول ابن مسعود السابق، وعضده أحاديث أخر مرفوعة وموقوفة وفتوى جماعة من الصحابة والتابعين بمقتضاه.
وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي ذر قال: إن من أشراط الساعة أن تتخذ