" ومن ذلك: ما رواه الإمام الترمذي في صحيحه بسنده، وقد تقدم ذكره في الاستشهاد في صفة أمير المؤمنين بالأنزع البطين: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: أنا مدينة العلم وعلي بابها. ونقل الإمام أبو محمد الحسين بن مسعود القاضي البغوي في كتابه الموسوم بالمصابيح: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أنا دار الحكمة وعلي بابها.
لكنه صلى الله عليه وسلم خص العلم بالمدينة والدار بالحكمة، لما كان العلم أوسع أنواعا وأبسط فنونا وأكثر شعبا وأغزر فائدة وأعم نفعا من الحكمة، خصص الأعم بالأكبر والأخص بالأصغر " (1).
فهذا نقل هذا الفقيه المحدث الشافعي، المتقدم زمانا على العلامة الحلي، وهو يطابق نقل العلامة الحلي، وليس فيه العبارة التي زعمها ابن روزبهان، فالعلامة أمين في النقل، ولكن نسخ المصابيح حرفتها الأيدي الأثيمة، والله ولي التوفيق، وهو المستعان.