بينما زوج رسول الله (صلى الله عليه وآله) العربيات من الموالي وقد قال تعالى: {اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم إذا آتيتموهن أجورهن محصنين غير مسافحين ولا متخذي أخدان، ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله وهو في الآخرة من الخاسرين} (1).
وقال مؤلف كتاب الاستغاثة: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) جعل المسلمين أكفاء بعضهم لبعض في النكاح من غير أن يميز في ذلك قرشيا ولا عربيا ولا أعجميا وقال: من جاءكم خاطبا ترضون دينه وأمانته فزوجوه إن لا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفسادا كبيرا.
فأطلق عمر تزويج قريش في سائر العرب والعجم، وتزويج العرب في سائر العجم ومنع العرب من التزويج في قريش، ومنع العجم من التزويج في العرب، فأنزل العرب منزلة اليهود والنصارى، وأنزل العجم في سائر العرب كذلك.
بينما زوج رسول الله (صلى الله عليه وآله) ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب من المقداد بن الأسود الكندي، وكان مولى لبني كندة.
ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أتعلمون لم زوجت ضباعة بنت عمي من المقداد؟
قالوا: لا، قال (صلى الله عليه وآله): ليتضع النكاح فيناله كل مسلم ولتعلموا أن أكرمكم عند الله أتقاكم، فمن يرغب عن فعل الرسول فقد رغب عن سنة الرسول (2).
وقد سار عبد الله بن عمر على نهج أبيه في نظريته القومية، فامتعض من رغبة سلمان الفارسي في الزواج من أخته. فلقي عمرو بن العاص فشكا ذلك إليه، فقال له: سأكفيكه.