وقال ضرار بن الخطاب الفهري لأبي بكر لاحقا: نحن كنا لقريش خيرا منكم، أدخلناهم الجنة، وأوردتموهم النار (1). وهذا اعتراف منه بقتل مهاجرين مسلمين من قريش، وادعاؤه إرسالهم إلى الجنة بيده، وبفضل منه تجاههم؟! في حين قتل المهاجرون رجالا من قريش فأرسلوهم إلى النار. ولاحظنا في الرواية هجوم ضرار بن الخطاب وهبيرة لقتل علي بن أبي طالب القرشي فلم يفلحا! ولقد كانت الحرب بين المسلمين والكفار حرب حياة وموت يقتل فيها المحارب أعداءه من أي فئة وقبيلة كانوا! فقد قال أبو سفيان في رسالة للنبي (صلى الله عليه وآله) بعد معركة الخندق: " لقد سرت إليك في جمع وأنا أريد أن لا أعود إليك أبدا حتى أستأصلكم " (2).
وبعد إسلام قريش في فتح مكة قهرا، أسلم ضرار بن الخطاب، لكنه بقي محلا لشرب الخمر إلى أن مات، محتجا بآية: {ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا، إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات} (3).
وكان ضرار بن الخطاب الفهري من القساة الجبارين فقد اعترف بقتله عشرة من المؤمنين (4).
وهو الذي قطع رأس مالك بن نويرة المسلم بأمر خالد بن الوليد رفيقه في معاركه الأولى ضد المسلمين (5).
وبعد دخوله في الإسلام مكرها بعد فتح مكة بقي شاربا للخمر، محلا لها إلى يوم وفاته!