الشبهة الثانية:
منصور: - مع كمال الاعتذار - ان إستدلالك في إثبات خلافة وإمامة علي (عليه السلام) برغم استناده إلى الحقائق التاريخية والروايات المشهورة، إلا أنه لا زالت هناك شبهة تختلج في ذهني، وأود سماع جوابها منك:
إن تعيين النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لخليفته يعيد إلى الأذهان سلوكية الملوك وطغاة التاريخ، حيث لم يرعوا أي حق للناس في تقرير مصيرهم، فكانوا يفرضون ارادتهم في تنصيب ولي العهد رغم أنوف الناس، في حين ان هذا يتنافى مع ما تدعو اليه الحضارة في عالمنا المعاصر من الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، ويبدو ان ما يقوله أبناء العامة أقرب إلى الديمقراطية والعدالة.
ناصر: أولا: السؤال العلمي إذا لم يقع عن عناد ولجاج بل كان الغرض منه مجرد ارتفاع الشبهة ووضوح المسائل حسن جدا بل لازم ولا يحتاج مثله إلى الاعتذار، التحقيق والتفحص والسؤال والاستفسار امر فطري للبشر، والانسان من بدو صباوته يعتاد السؤال عما يجهله، وتكامل العلوم وافراد الانسان نتيجة الأسئلة والأجوبة الدائرة بينهم.
وما يصنعه بعض الناس من جهة الجهل أو بعض الاغراض السياسية من ايجاد البحران والالتهاب في الجو الاجتماعي بحيث يصير الافراد مرعوبين ولا يجترئون على السؤال والاستفسار يكون على خلاف العقل والشرع وحقوق الانسان. كان للإمامه الصادق (عليه السلام) مباحثات ومذاكرات ودية حتى مع المنكرين لله تعالى وكان يعطى لهم الفرص في السؤال والبحث.
وثانيا ان قياس عمل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة (عليهم السلام) بعمل الملوك في تعيين ولي