يدعون وقليلين ينتخبون).
أقول: لا يخفى على المتأمل أن هذا الكلام يشم منه رائحة افتراء المترجم على الله ورسوله، فإن هذا المثل غير سديد، لان آخره ينقض أوله، وفيه نسبة الظلم إلى رب العرس أي آله السماء بعد أن حكم عليه بالجهل وأي شئ اقترفه هذا المسكين حتى أمر بربط يديه ورجليه والقائه في الظلمة الخارجية وهو لا يدري بأنه يدعى في ذلك اليوم إلى العرس، ولو علم لعله كان يلبس لباس العرس من قبل أن يخرج من بيته، على أنه قد يكون فقيرا.
ثم لتعلم أن وراء هذا الظلم، والجهل تناقضا مع لوقا حيث قال:
(فقال له انسان صنع عشاء عظيما ودعا كثيرين وأرسل عبيده في ساعة العشاء ليقول للمدعوين تعالوا، لان كل شئ قد أعد فابتدأ الجميع برأي واحد يستعفون قال له الأول اني اشتريت حقلا وأنا مضطر أن أخرج وأنظره أسألك أن تعفيني وقال آخر: اني اشتريت خمسة أزواج بقر وأنا ماض لأمتحنها أسألك أن تعافيني وقال آخر: إني تزوجت بامرأة فلذلك لا أقدر أن أجئ فأتى ذلك العبد وأخبر سيده بذلك، حينئذ غضب رب البيت وقال لعبده أخرج عاجلا إلى شوارع المدينة، وأزقتها وادخل إلى هنا المساكين والجدع، والعرج، والعمي فقال العبد يا سيدي قد صار كما أمرت ويوجد أيضا مكان فقال السيد للعبد اخرج إلى الطرق، والسياجات وألزمهم بالدخول حتى يمتلئ بيتي، لأني