ولوقا خالف صاحبيه في التاريخ كما أنه خالفهما في الرواية وعبارته هي: (وفي السبت الثاني بعد الأول اجتاز بين الزروع وكان تلاميذه يقطفون السنابل ويأكلون وهم يفركونها بأيديهم فقال لهم قوم من الفريسين لماذا تفعلون ما لا يحل فعله في السبوت).
فانظر هداك الله إلى وحي لوقا فقد علم أن ضبط توقيت تاريخ الاحكام أساس تلزم المحافظة عليه، فضبط وقوع الحادثة في السبت الثاني بعد السبت الأول ولكن غاب عنه ذكر السنة، ولا تأخذك الحدة من هذا أيها المسيحي فاني عندما شرعت في كتابة نص لوقا هذا تتبعت الأصحاحات التي قبل الأصحاح السادس من لوقا لعلي أجد ان المسيح فعل شيئا في يوم سبت قبل هذا السبت لألتمس له العذر فلم أجد وأنت ترى أنه ذكر فرك ما كانوا يقطفونه من السنابل، واستدرك بذلك على صاحبيه مترجم متي، ومرقس لئلا يتوهم القارئ ان التلاميذ كانوا يأكلون السنابل بدون فرك، وقد خالفهما أيضا بان جعل الاعتراض من بعض الفريسيين الذين كانوا بصحبتهم لأكلهم بذلك فقد خالفهما أيضا بان جعل الاعتراض من الفريسيين للتلاميذ رأسا، والمترجم ومرقس جعلا توجيه خطاب الاعتراض على المسيح.
ثم روى المترجم عن المسيح جوابين عن هذا الاعتراض المتقدم ذكره.
(الأول): قوله: (فقال لهم أما قرأتم ما فعله داود حين جاع هو