ان المسيح منع ان يقال له يا صالح، ثم أوهما بقولهما ولمسه قائلا أريد فأطهر فجعلا له الإرادة في ذلك وعميت عيناهما عن قول المسيح (عليه السلام) بلفظ صريح كما في إنجيل يوحنا الأصحاح السادس - الفقرة 38 - (لا أعمل مشيئتي بل بمشيئة الذي أرسلني).
وأعلم ان تخصيص المسيح (عليه السلام) بابراء الأكمة، والأبرص لحكمة هي ان الزمن الذي أرسل فيه المسيح زمن ترقى فيه الطب إلى درجة الكمال فأيده الله تعالى بتلك المعجزات، ليقروا بعجزهم فيما يدعونه ويعلموا ان ذلك شئ خارق للعادة وخارج عن طرق قدرتهم لا يدخل تحت قانون أحكموه، ولا اختراع ابتدعوه فيعلموا انه من عند الله. والباري جلت حكمته يؤيد كل نبي بالمعجزات التي تكون حجة على الأمة المرسل إليها ذلك النبي.
وقال في الفقرة - الثالثة والعشرين -: (لما دخل السفينة تبعه تلاميذه وإذا اضطراب عظيم قد حدث في البحر حتى غطت الأمواج السفينة وكان هو نائما فتقدم تلاميذه وأيقظوه قائلين يا سيدي نجنا فإننا نهلك فقال لهم ما بالكم خائفين يا قليلي الايمان، ثم قام وانهر الرياح والبحر فصار هدوء عظيم، فتعجب الناس قائلين أي انسان هذا فان الرياح والبحر تطيعه).
فقوله كان نائما فهل ينام الاله ولا يحس بهذا الامر العظيم وهو مستغرق بلذة النوم إلى أن أيقظوه فهل هذا شأن الاله؟!