49 - إن أسلوب القرآن في الحديث عن حياة الأنبياء ونقاط ضعفهم يؤكد القول بأن الرسالية لا تتنافى مع بعض نقاط الضعف البشري من حيث الخطأ في تقدير الأمور.
(من وحي القرآن 10: 251 ط. ج).
50 - كل ما تؤمنه العصمة هو الالتزام الفكري والروحي والعملي بالخط المستقيم.. أما التهاويل والخطرات والمشاعر فهي أمور طبيعية (أي أنها تقبل ما يخالف العصمة). (من وحي القرآن 12: 188).
51 - العصمة لا تلغي العنصر الذاتي (نقاط الضعف) في شخصيته، بل تلغي الحركة المنحرفة. (من وحي القرآن 16: 102).
52 - عن آية: (ولى مدبرا ولم يعقب) وهكذا يؤكد لنا القرآن نقاط الضعف البشري لدى الأنبياء بشكل طبيعي غريزي ثم يتدخل الوحي ليثبت النبي في وعيه لعناصر القوة في ذاته. (من وحي القرآن 17: 189).
53 - وفي ضوء ذلك (قال فعلتها إذا وأنا من الضالين) نفهم كيف يرينا القرآن الكريم نقاط الضعف البشري قبل النبوة في شخصية النبي عندما كان بعيدا عن الاهتداء التفصيلي بالشريعة والمنهج، خلافا للفكرة المعروفة لدى الكثيرين من العلماء الذين لا يوافقون على أن النبي يمكن أن يضعف أمام عوامل الضعف الذاتي قبل النبوة أو بعدها حتى في ما لا يشكل معصية أو انحرافا خطيرا عن الخط المستقيم وهكذا واجه موسى الموقف بشجاعة الاعتراف بما فعله قبل أن يبعث بالرسالة. (من وحي القرآن 17:
99).
التعليق: لمعرفة الواقع الفكري لهذه الأفكار يجدر بنا التعرف على حدود العصمة وطبيعة موارد الضعف الإنساني الطبيعية التي لا تتنافى مع العصمة، وأساسا لا بد من تحديد ضابطة جوهرية هي أن الله سبحانه وتعالى حينما جلل بلطفه المعصوم (ع) وعصمه من الزلل والخطأ، واختصه بهذا اللطف دون غيره من الخلق فلأسباب تتعلق بالمؤهلات الذاتية التي يتمتع بها هذا الإنسان دون سواه، وهذا الإنسان بهذه المؤهلات تمكن من تحمل المسؤولية المترتبة على هذه المنزلة، وبتعبير فإن مؤهلاته الذاتية هي التي لعبت دور العلة القابلية في تقبل ما يترتب على هذه المنزلة الإلهية، والتساؤل الذي يفرض نفسه هنا يدور حول ماهية هذه المؤهلات، وبداهة نقول أن هذه المؤهلات تتركز حول طبيعة العلاقة مع الله سبحانه وتعالى، وكلما نمت هذه العلاقة كلما رأينا