على أن أبا هريرة نفسه عارض حديثه هذا بما صح عنه إذ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: لا تجزئ صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب (1) وقال:
إن رسول الله صلى الله عليه وآله أمرني أن أخرج فأنادي في المدينة أن لا صلاة إلا بالقرآن ولو بفاتحة الكتاب فما زاد (2) وقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: من صلى صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهي خداج فهي خداج فهي خداج فهي خداج (3).
بقي الأمر الذي نتسائل عنه أعني السبب بأخذ فقهاء الحنفية بظاهر قوله في حديث أبي هريرة فاقرأ ما تيسر معك من القرآن دون نصوصه الصريحة بوجوب الطمأنينة قياما وقعودا وركوعا وسجودا، على أن ما أخذوا به معارض بصحاح صريحة، ومخالف لجمهور المسلمين، وما لم يأخذوا به مؤيد بالصحاح وعليه الجمهور.
وربما أستدل الحنفية على رأيهم في هذه المسألة بقوله تعالى: فاقرأوا ما تيسر من القرآن.